تحول فضاء مجلس النواب منذ أن شرعت اللجان البرلمانية في دراسة ومناقشة الميزانيات الفرعية للقطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية، إلى ما يُشبه قاعة للحفلات، وذلك بعدما غزاه ممونو الحفلات الذين يُوفرون ما لذٌ وطاب من المأكولات والمشروبات للنواب البرلمانيين طيلة مدة أشغال اجتماعات اللجان البرلمانية التي تتدارس وتناقش مشروع قانون مالية سنة 2018، والتي تظل تشتغل إلى ساعات متأخرة جداً من الليل.
وسارعَ وزارء في حكومة سعد الدين العثماني، ومدراء مؤسسات عمومية، إلى رصد ميزانيات ضخمة، والتعاقد مع أرقى مموني الحفلات بالعاصمة الرباط، عن طريق سندات الطلب، أو عن طريق “الفورفي”، من أجل توفير وجبات غذاء وعشاء وحلويات ومشروبات فاخرة تليق بمقام النواب البرلمانيين، خلال أشغال المناقشات التي تشهدها الميزانيات الفرعية للقطاعات الحكومية.
ويرى بعض عضوات وأعضاء مجلس الغرفة الأولى أن ما يقدم عليه الوزراء ومدراء المؤسسات العمومية مجرٌد تبذير للمال العام، معتبرين أن مطعم مجلس النواب مؤهل لتوفير وجبات محترمة لأعضاء اللجان البرلمانية، حيث أن البعض من منتسبين لحزب العدالة والتنمية أبلغوا رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي بضرورة اتخاذ قرار يمنع ولوج شاحنات الممونين لساحة المؤسسة التشريعية.