خصصت قناة “فرانس 24″عددا من موادها الإخبارية اليوم، للتعرض للمملكة المغربية بصورة غير مهنية و غير حيادية، إذ ان القناة بثت ثلاث برامج وفي ظرف أقل من ساعتين، يتحدث أولها عن ما أسمته ب “العنصرية بمدينة طنجة” على خلفية مقتل المواطن السنغالي، وثانيها عن التلوث الشديد بمدن المملكة، وثالثها عن مخاطر العيش بالدار البيضاء الراجع لكثرة السكن غير اللائق استشهادا بحي بوركون الذي انهارت بناياته منذ شهرين.
كل ذلك في قالب غير حيادي او مهني، بدا ظاهرا من خلاله اللمز والنبز والتلفيق وتضخيم الصور وقلبها أحيانا للنيل من صورة البلاد، وتعديد مساوئها بشكل غير حقيقي .
و لعل ما يثير الاستغراب في البرامج المعروضة هو الحيز الزمني المخصص فيها للمغرب -ساعتين من البث- بالإضافة إلى توقيت برمجتها الذي يصادف ساعة الذروة – أي بعد زوال يوم السبت الذي يعتبر عطلة نهاية الأسبوع وفرصة لمتابعة اخر الاخبار -والادهى من هذا أن باقي دول العالم تعرف اضطرابات ومشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية وحروب ومشاكل أكبر وأخطر وتستحق كثير من الاهتمام لكن كاميرات فرانس 24 من المرجح أنها تعطلت كلها الا تلك المتواجد ببلادنا .
ثم إن زاوية المعالجة التي تناولها المشرفون على القناة، وكذا طريقة تعاطيهم مع نقل الخبر والبحث والتحري في قضايا وأحداث محلية، كانت سمتها الأساسية التلفيق والتضليل وقلب الصورة في قالب مغري ومثير يجذب الانتباه، لكنه يجانب الواقع والحقائق، والمهنية.
فمعالجة مشاكل المغرب الذي لا ينكر احد تحدياته واكراهاته الخاصة يكون بوضع الامور في نصابها، واعطاء الاخبار حجمها الحقيقي بعيدا عن التضخيم والتلفيق والتهويل، كما تقتضي المهنية نقل الصورة الكاملة، وذلك بتسليط الضوء بشكل مواز على الجوانب التي تشهد تطورا يعترف به العالم.
غير أن الصورة والصوت عند زملائنا بفرانس24 مختلفة تماما، إذ إن جهات معروفة تسعى لعرقلة مسيرة المغرب نحو الانعتاق من اغلال الفقر والتخلف والانغلاق، باستخدام اذرعها الاعلامية التي تعتبر “معول هدم” في يد هؤلاء الذين يشيدون قنوات تحمل شعار ايصال الحقيقة للناس، ونشر قيم الحرية والمصداقية، التي هم أول خائني مواثيقها وأول الخائنبن لمبادئها، باستهداف المشاهدين عن طريق التلبيس عليهم بالتدليس والكذب.
إن هذه الممارسات الإعلامية تجعلنا نطرح عدة تساؤلات ، هل تحاول فرانس 24 اعتماد طرق قناة الجزيرة سابقا؟ وهل ستمضي كذلك في افتعال المشاكل الوهمية، واللعب على عقول العامة التحريض واثارة الازمات؟ كما يطرح سؤال اخر نفسه، كيف يمكن فهم تصرف قناة فرانس 24 في ظل كونها قناة عمومية، تدفع الجمهورية الفرنسية اموال تسييرها؟ فهل سياسة حكومة فرنسا الجديدة تتلخص في شن حلمة اعلامية معادية للمغرب؟ ام انها وببساطة شاردة عن فحوى اجهزتها الاعلامية؟