عندما تندلع الحرب النفسيّة بين المرأة ووالدة زوجها، يكون الأولاد عادةً هم الشاهد الأساس على الواقعة، نظراً لمواكبتهم جميع الأحداث التي تحصل في المنزل.
وكلّما زادت نسبة المشاحنات بين الطرفين المتخاصمين انعكس ذلك الواقع على أفكار الأطفال وتصرّفاتهم، وقد يكوّن لديهم منطق العدوانيّة والرغبة في أذيّة جدّتهم، في حال كان موقفهم الى جانب أمّهم. وهم في حال فضّلوا الوقوف الى جانب جدّتهم لأسباب قد يكون لها علاقة بعدم استقرار التواصل بينهم وبين أمّهم، قد تتكوّن لديهم مشاعر سلبيّة تجاهها، وهي تنمو في داخلهم حتّى بعد بلوغهم سنّ الرشد.
وانطلاقاً من هذه المقاربة، اليكم ثلاث عادات يكتسبها الأطفال من الخلافات العائليّة التي تدور بين أمّهم وجدّتهم.
• من يضبط الشغب؟
النظريّة الأولى التي يكوّنها الطفل عن المشاكل العائليّة هذه، هي أنّه بات قادراً على التصرف كما يحلو له في ظلّ غياب الرقابة. فيفتعل الشغب ويعتاد استغلال انشغال أفراد عائلته بالمناكفات، من أجل أن يحقّق ما يريد. قد يلجأ الى تحبيذ اللعب خارجاً مع أولاد الحيّ أو السخرية من المواقف التي يشهدها جرّاء تلك الخلافات، فيسخر من الأطراف المتنازعة ويصير لديه رغبة في افتعال الشغب والصخب والتمرّد على الأهل، وذلك لأنه يطبّق ما يراه من ممارسات في المنزل ولكن بطريقةٍ غير مباشرة. كما أن نزاع العائلة الواحدة رغم تعدّد أشكاله، لكنه ينعكس سلباً على الإهتمام بالأطفال ورعايتهم، لصالح تنفيذ المآرب الشخصيّة.
• الثرثرة ونبذ الكتب والدراسة
من أسوأ العادات التي يكتسبها الولد من مشاكل النساء وخلافاتهن على وجه الخصوص، هي تحبيذ الثرثرة ونقل الكلام والدخول في الصراع. وقد يصل الطفل أيضاً الى مرحلة التماهي مع أحاديث كبار السن وتقليدها، ما يقتل معنى الطفولة في كيانه، ويصير مجرّد ثرثارٍ يجد في المشاكل زخماً وشغفاً بهدف التسلية والإستماع الى التعابير الرنانة. أما الواجبات المدرسيّة، فلا شكّ في أنها ستهمل ويتحوّل الكتاب الى مجرّد تحفة فنيّة جامدة لا يهوى الولد مطالعته، ولا تتنبّه الأم الى دورها التربوي لأنها منغمسة في السلبيّة ومنشغلة في الجدال والثرثرة.
• الأفعال الجرميّة لم تعد بعيدة من الأذهان
أخطر ما يمكن أن يولّده اضطراب العلاقة بين المرأة ووالدة زوجها، هو اكساب الأطفال منطق العدوانيّة والكراهية. حتّى أن البعض يحرّض اطفاله على استخدام المظاهر الجسديّة للانتقام الشخصي، فيما تضطلع الأم أو الجدّة بدور المحرّض.
المصيبة التي لا يعلمها الأهل في هذه الحالة، أنهم يكسبون أطفالهم عادة تبنّي الأفعاال الجرميّة، وربّما ممارستها في المدرسة مع الأصدقاء أو المعلّمات. كما أنهم يؤثرون بذلك على نشأته، فيكبر ويصير انساناً شريراً أو تابعاً لأقوال الآخرين وأوامرهم دون أن يستطيع التحرّر من ضعفه.