يحتفي المغرب اليوم بالذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء، والتي حج فيها 350 ألف شخص، صوب الأقاليم الصحراوية لاسترجاعها من الاحتلال الاسباني تلبية لنداء الملك الراحل الحسن الثاني.
المسيرة التي دخلت تاريخ المغرب والعالم، لتمكن المشاركين فيها من تحرير الأقاليم الصحراوية عُزلا عن السلاح مسلحين بكتاب الله والأعلام المغربية، كانت أحد أهم المعارك السلمية لتحقيق الحرية.
الصحراء المغربية والمسيرة الخضراء والنزاع حول الصحراء بشكل عام، كانوا دافعا للكاتب الفرنسي موريس باربيه، لإصدار كتاب عنونه ب”نزاع الصحراء”، تحدث فيه عن المسيرة وكلفتها، حيث كشف في كتابه أن المسيرة كلفت قرابة 300 مليون دولار، وهو ما يعادل تقريبا 3مليار درهم، تم توفيرها بشكل أساسي من اكتتاب وطني ومساعدة خارجية آتية أساسا من المملكة العربية السعودية.
وأوضح الكاتب الفرنسي في كتابه، أن المغاربة تحملوا جزء كبيرا من نفقات المسيرة الخضراء، وذلك بعد أن أطلق الراحل الحسن الثاني، اكتتابا وطنيا أخذ على شكل اقتطاعات من الشركات والأشخاص الذاتيين، ما مكن من ضخ أكثر من 108 مليار درهم في خزينة الدولة في أقل من 3 أشهر.
ومن جهة أخرى، وفيما يخص المستوى اللوجيستيكي والتنظيمي، فقد أظهرت المملكة كفاءة عالية بتوجه 350 ألف مغربي، في نظام كبير انطلاقا من طرفاية إلى الصحراء المغربية، مسلحين بالقرآن الكريم وأعلام المغرب وإيمان قوي ورغبة في تحرير جزء لا يتجزأ من بلادهم.
وظلت هذه الذكرى على مدى سنوات، عنوانا للسلمية ومدى قدرتها على تحقيق الحرية والعدالة دون قطرة دم واحدة.