منيب: الانتقال من جو السياسة إلى جو المطبخ يساعد بعض الأحيان على الراحة الذهنية
حاورها: أحمد وزروتي
وجه نسائي متميز في الساحة السياسية بالمغرب، استطاعت بنضالها في صفوف منظمة العمل الديمقراطي الشعبي وبفضل ثقة زملائها أن تتحمل قيادة سفينة حزب يساري، ترعرعت في كنف المناضل الكبير بنسعيد آيت إيدر، أعطت نفسا جديدا لحزب اليسار الاشتراكي الموحد بلمستها الأنثوية وابتسامتها الدائمة و حنكتها في تدبير المراحل الراهنة.
كعادته ومن أجل تقريب جوانب أخرى لقرائه الأعزاء عن بعض الشخصيات المؤثرة في الساحة السياسية والفنية والثقافية بالمغرب، استضاف موقع ” برلمان” الدكتورة نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب اليسار الاشتراكي الموحد، وطرح عليها أسئلة تتعلق بمناحي عديدة في حياتها الشخصية والسياسية.
برلمان: مرحبا بالأستاذة نبيلة منيب في موقع “برلمان”، كيف يمكن أن تعرفي القارئ عن شخصك ومسارك السياسي؟
نبيلة منيب: نبيلة منيب أستاذة جامعية وأم لثلاثة أطفال، منتخبة سابقة في مجلس جامعة الحسن الثاني و عضوة ناشطة بالنقابة الوطنية للتعليم العالي، مؤسسة لمجموعة من الجمعيات وبالأخص منظمة الدفاع عن حرية الإعلام والتعبير،و جمعية نساء العلوم بالمغرب.
بالإضافة إلى اهتمامي بالمجال السياسي، أهتم أيضا بما يتعلق بالتربية والتكوين والبحث العلمي الذي أطرت فيه مجموعة من الندوات واللقاءات. وأهتم كثيرا بقراءة الكتب التي أجد فيها ملاذا للاستمتاع والتثقيف، إلى جانب انضباطي في تخصيص أوقات أسبوعية لممارسة الرياضة.
برلمان: ما رأيك في الوضع الحقوقي بالمغرب باعتبارك مناضلة تنتمي إلى عدة هيئات حقوقية، وهل يمكن أن نقول بأن المغرب سائر في درب الديموقراطية؟؟
نبيلة منيب: نحن نؤمن أن المغرب لا بد أن يلج عهد الديموقراطية، والديموقراطية أساسها ضمان الحريات، من بينها حرية التعبير والتظاهر السلمي لأنها مسطرة في الدستور المغربي، لكنها وللأسف لا يتم احترامها، إلا أن الجانب الحقوقي تراجع بشكل كبير ببلادنا، ومن نماذجه المحاكمات الصورية التي يتعرض لها النقابيون والسياسيون وأعضاء 20 فبراير والمعطلون، حيث لا يمكن أن نقبلها في مغرب القرن الواحد والعشرين.
برلمان: ما موقف نبيلة منيب حول ما يقع في الفدرالية الديموقراطية للشغل؟؟
نبيلة منيب: نحن نؤمن بدمقرطة المركزيات النقابية وبالوحدة النقابية، نحن ضد هذه الانشقاقات، في الوقت الذي نحن في حاجة إلى واجهة نضالية جماهيرية قوية لا يمكن أن تقودها إلا النقابات القوية والديموقراطية.
برلمان: ألا يؤثر عملك السياسي على واجباتك المنزلية تجاه الأسرة؟؟ علما انك مطلوبة في عدة مدن للتأطير السياسي.
نبيلة منيب: المسألة برمتها تتعلق بكيفية تدبير الوقت والبرمجة القبلية لأنه لا يمكن ان تنجح في أي مجال منهما دون تدبير محكم للوقت. فمثلا نهاية الأسبوع الماضية وفي إطار عملي السياسي كنت في مدينة طنجة ونهاية الأسبوع الذي سبقته كنت بازيلال وفي الغالب أخصص نهاية الأسابيع للتأطير السياسي والجمعوي.
بالموازاة مع ذلك فأنا أخصص أيام الأسبوع الأخرى لمهامي كأستاذة جامعية من تواصل مع الطلبة الباحثين و تأطيرهم وكذا المسؤولية الأسرية من تتبع لأبنائي الثلاثة، ولا أخفيك سرا حينما أقول أنني أعمل المستحيل للتوفيق بين كل هذه المجالات نظرا للمهام الكثيرة المرتبطة بي، وهذا مشكل تعاني منه المرأة السياسية في العالم بأسره لأن مجتمعنا لا يعرف توزيعا عادلا للمهام بين المرأة والزوج والأبناء كبعض الدول الاسكندنافية التي توفر للمرأة بعض الوقت لممارسة العمل السياسي.
برلمان: كيف تقضي نبيلة منيب يومها الرمضاني؟؟
نبيلة منيب: اليوم الرمضاني لدي أقضيه بشكل طبيعي كسائر الأيام، إلا أن ميزته أنه يترك لك الوقت الكافي لعقد اجتماعات في آخر اليوم اعتبارا للتوقيت المستمر الذي يتم العمل به.
برلمان: هل تلج نبيلة منيب المطبخ رغم المسؤوليات الحزبية وكثرة الاجتماعات؟؟
نبيلة منيب: ضروري ومؤكد أن ألج المطبخ قبل وقت الإفطار لإعداد بعض الشهيوات نظرا لضيق الوقت.
برلمان: هل تفطرين بالمنزل بمعية الأبناء أم في الغالب تتناولين وجبة الإفطار مع الأصدقاء نظرا لالتزاماتك السياسية والمهنية؟؟
نبيلة منيب: الإفطار مع أبنائي وزوجي مسألة حتمية لا نقاش فيها، بل أكثر من ذلك يطلبون مني تقريبا كل يوم أن أحضر لهم إحدى الشهيوات (بيتزا- طاجين ..) بنفسي، حيث ألبي رغبتهم دون تردد، لأن الانتقال من جو السياسة إلى جو المطبخ يساعد بعض الأحيان على الراحة الذهنية.
برلمان: كلمة أخيرة لقراء موقع” برلمان”.
نبيلة منيب: أتمنى التوفيق لموقع “برلمان” و رمضان كريم للجميع