قال المؤرخ المعطي منجيب إن “عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي ليست فورية، ولكن المملكة لم ينفد صبرها منذ سنة 1998، حيث إعتمدت استراتيجية متعددة الأبعاد، للحفاظ على تواجدها في أفريقيا والعودة للإتحاد الإفريقي، لا مفر منها، وهي عودة إلى المنظمة التي كان المغرب من مؤسسيها.
وأضاف منجب في حوار مع وكالة الأنباء الإسبانية أن “المغرب ليس المستثمر الأفريقي الثاني في القارة فحسب (في البنوك والاتصالات والتأمين والبناء)، ولكنه أصبح أكثر مرجعا في الأمور الدينية (تدريب الأئمة الأفارقة)، حيث أصبح بلد المغرب بلدا مهما للأمن في المنطقة، خاصة في ظل العلاقات الجيدة مع الدول الأوروبية في مجال مكافحة الإرهاب.
هذا واعترف منجب أن المكانة الحقيقية للمغرب داخل الدول لأنغلوفونية، ما تزال غير “مرئية” لغاية الساعة بالمقارنة مع دول غرب افريقيا، مشددا أن المملكة ستحتاج وقتا طويلا لكسر محور الجزائر-أبوجا-بريتوريا، المهيمن منذ سنوات والمؤيد بشكل مطلق، لجبهة “البوليساريو”.
وأضاف منجب المؤرخ والمتخصص في القضايا الافريقية، أن الجزائر تمثل الحجرة العثراء في القضية، إلا أن الوضع الذي تعيشه البلاد حاليا، بدء بالحالة الصحية لبوتفليقة وتراجع أسعار النفط… ستلعب لصالح المغرب.
وأكدت الوكالة الإسبانية أن عودة المغرب للإتحاد الإفريقي، هي تعبير عن فهم واستيعاب لكون سياسة الكرسي الفارغ لا تفيد المملكة في شيء، وأن التحرك من داخل الاتحاد سيمكن المغرب من التصدي بشكل أقوى لأي مبادرات أو تحركات تضر به.
وتساءلت الوكالة، عما إذا كان المغرب سيكتفي بالجلوس جنبا إلى جنب مع الكيان الوهمي داخل المنظمة، أم أنه وبسياسة التأني ذاتها سيعمل على إخراجه من الاتحاد.
وأكد منجب أن الإستراتيجية الجديدة للمغرب في التقارب مع الدول الإفرقية، ستخدمه أكثر، من أجل تعويض العلاقات السيئة مع الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون وبعد طرد أغلبية أعضاء بعثة المدنية “المينورسو” من الصحراء.