قال مسؤول أوروبي إن الاتحاد الأوروبي “ينتظر موت الرئيس بوتفليقة أو حصول تغيير في منظومة الحكم لمباشرة مفاوضات جديدة مع الجزائر.”
جاء ذلك في مقال نشره الموقع الاخباري “العربي الجديد”، تناول فيها التوتر الذي يطبع حاليا العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجزائر بسبب موقف بروكسيل من الوضع السياسي الغامض الذي يسود هذا البلد في ظل مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
ونقل “العربي الجديد” عن مسؤول أوروبي رفيع المستوى، لم يكشف عن اسمه ، في تصريحات أدلى بها لموقع “بوليتيكو” الأميركي، قوله إن الاتحاد الأوروبي “يتطلع لمرحلة ما بعد الرئيس بوتفليقة أو حصول تغيير في منظومة الحكم لمباشرة مفاوضات جديدة حول العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمار”.
وأضاف أن “ثمة استعداداً لدى الاتحاد لإقامة برنامج استثمارات كثيف في الجزائر، لكن حالة الانسداد السياسي التي تعيشها الجزائر تعرقل ذلك، ويتمثل في الوقت الراهن ببقاء الرئيس على رأس نظام الحكم في البلاد”.
وأشار المسؤول ذاته إلى أن تقييم الاتحاد الأوروبي للوضع السياسي في الجزائر “لا يشجع على أية خطوة باتجاه التفاوض مع هذه البلاد في ما يخص قضايا الاستثمار وغيرها من الأمور التي تهم الاتحاد إلى حين رحيل الرئيس، أو تغيير منظومة الحكم، على حدّ قوله”. لكنه طرح في الوقت عينه مخاوف تبدو متضخمة وغير واقعية، عندما تخوّف من سقوط الجزائر في يد تنظيمَي القاعدة أو داعش، يقول ذات المصدر.
وحسب “العربي الجديد” ، فقد أثارت تحاليل سياسية وتصريحات مسؤولين أوروبيين وصفت الوضع السياسي في الجزائر بـ”المسدود سياسياً”، بسبب استمرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الحكم بشكل صوري على الرغم من حالته الصحية الصعبة، وسط غموض وصراع غير معلن بين محيطه، وبسبب الأوضاع الداخلية المرتبكة اقتصادياً، (أثار) غضباً رسمياً في الجزائر، واستفزت الحكومة الجزائرية التي جاء ردها سريعاً، معتبرة أنّ هذا الكلام غير منطقي ومبالغ به.
وأضاف ذات المصدر أن المخاوف الأوروبية تفسر بعزوف الشركات النفطية الأوروبية عن المشاركة في المناقصة الجزائرية الرابعة لاستكشاف النفط في الصحراء الجزائرية التي جرت قبل فترة، والتي أعلنت السلطات الجزائرية عن فشلها بسبب ذلك.
وأضاف الموقع أن الشركات الأوروبية ترفض العمل في الصحراء لأسباب أمنية، وسياسية، وتقنية، منذ حادثة الهجوم الإرهابي واقتحام منشأة النفط “تيقنتورين” في عين أميناس بولاية اليزي، جنوبي الجزائر، قرب الحدود مع ليبيا.
واعتبر المسؤول الأوروبي أن المناقصة النفطية الأخيرة التي طرحتها الجزائر لم تنجح لأن المستثمرين لديهم الكثير من الشكوك حول الوضع في الجزائر، قائلاً: “بصراحة الجزائر بلد مهم، لكن هناك قلقا كبيرا من مرحلة ما بعد بوتفليقة”.