استعادت المدينة العتيقة بمراكش حيويتها التجارية والسياحية، بعد مرور ثلاثة أسابيع فقط على زلزال 8 شتنبر الذي ضرب إقليم الحوز وعدد من المناطق بالمملكة.
استعادة مدينة مراكش لحيويتها جاء بفضل تظافر جهود السلطات المحلية ومختلف المتدخلين، التي سرعت عملية إعادة البناء والترميم التي عرفتها مجموعة من الأسوار والجدران وواجهات البيوت والمحلات التجارية، مع التتبع والمواكبة اليومية لمختلف الأشغال والتدخلات التي مكنت من عودة الحياة إلى طبيعتها بهذا النسيج الحضاري والعمراني العريق.
وهمت عملية إعادة البناء والتأهيل بالأساس إزالة مخلفات الزلزال من أتربة ومواد مختلفة كانت تعيق انسابية الحركة وفتح الطرقات وتدعيم البنايات أو إعادة بنائها وفق الطابع المعماري الأصيل، حتى لا تشكل خطرا على ساكنة وزوار القلب النابض لمدينة مراكش من مغاربة وأجانب.
في هذا الإطار أبرزت صفاء بومراح، مديرة مركزية بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة زيارة ميدانية قامت بها لجنة تضم ممثلي السلطات المحلية ومتدخلين آخرين لمختلف الأشغال المنجزة بالمدينة، أنه منذ الساعات الأولى اتخذت الوزارة جميع التدابير اللازمة تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال إعادة الاعمار وإعادة تأهيل المناطق المتضررة.
وحسب نفس المتحدثة، فقد قامت الوزارة أيضا بتعبئة جميع المقاولات الخاصة للعمل على إزالة الركام وفتح الأزقة واستثمار الخبرة التي راكمتها المدينة الحمراء في مجال تأهيل الأنسجة العتيقة والتدخل في المباني الآيلة للسقوط مما ممكن من استعادة الرواج التجاري والسياحي بالمدينة العتيقة بمراكش، وجعلها آمنة وسالمة بالنسبة للمواطنين والسياح وزائريها.
بدوره أكد مدير الوكالة الحضرية لمراكش، أمين إدريسي بلقاسمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أنه انطلاقا من التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى بداية عملية إعادة الإعمار وفق مقاربة مبنية على مبادئ السرعة والفعالية والاستباقية، تم القيام بمجموعة من التدخلات من طرف مختلف مكونات وزارة اعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة وهمت في مرحلة أولى إزالة مخلفات الزلزال من أتربة ومواد مختلفة كانت تعيق انسابية الحركة بالمدينة العتيقة. فيما همت المرحلة الثانية إحصاء البنايات المتضررة وتنسيق التدخلات الاستباقية درءا لأي خطر محتمل، مضيفا أنه تم في هذا الإطار إحداث لجنة علمية تضم مجموعة من الخبراء بالإضافة لمجموعة من المتدخلين تحت اشراف السلطات المحلية بهدف تنسيق هذه التدخلات.
في سياق متصل، استعرض محمد أمين أخانا، رئيس شعبة الإنجازات بشركة العمران مراكش آسفي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تدخلات الشركة على مستوى المدينة العتيقة بمراكش على إثر الزلزال والتي همت بالأساس إزالة الأتربة والركام من الممرات السياحية لتمكين ساكنة المدينة العتيقة وزائريها من ارتيادها والتجول بين أزقتها بسلالة وأريحية ودون عراقيل، قبل الشروع في عملية احصاء المباني المتضررة وفق مبادئ الحكامة الجيدة وتحت إشراف السلطات المحلية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن شركة العمران برمجت ما يناهز 1500 تدخلا والتي تهم الهدم الكلي أو الجزئي للبنايات وكذا تدعيم البنايات التي تتطلب ذلك.