الأخباررياضة

محلل لـ”برلمان.كوم”: وجب استثمار فرصة تنظيم كأس العالم من أجل إقلاع اقتصادي للمملكة ينعكس على حياة المواطن المغربي

الخط :
إستمع للمقال

تشهد بلادنا في الفترة الأخيرة ثورة غير مسبوقة على مستوى البنيات التحتية، وقفزات نوعية على مستوى الطرق، الملاعب، السكك الحديدية، القطارات فائقة السرعة، والموانئ، وغيرها من المشاريع الكبرى، حيث تأتي هذه التحولات في إطار رؤية ملكية طموحة تسعى إلى تغيير وجه المملكة ووضعها في مصاف الدول المتقدمة، وذلك استعدادا لمونديال 2030.

وفي هذا السياق، قال محمد حسينى، محلل رياضي، في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، إن هذه التظاهرة الرياضية تعتبر استثنائية بكل المقاييس، حيث أنه لأول مرة ستجرى بين قارتين مختلفتين، بين القارة الإفريقية المتمثلة في المغرب، وكذلك القارة الأوروبية المتمثلة في إسبانيا والبرتغال، وكذلك لأول مره هذه البطولة ستبدأ مبارياتها في قارة وستنتهي في قارتين.

وقال حسينى، “يجب أن لا ننسى أنه بعد خمس محاولات، ابتسم الحظ للمملكة المغربية وتم أخيرا الإعلان على أن المغرب سينظم هذه التظاهرة العالمية، وما دام هناك خمس محاولات إلا أنه كانت هناك مشاريع وإصلاحات تهييئا لمونديال 2030، خصوصا على مستوى البنيات التحتية”.

وفي هذا الصدد، أوضح ذات المتحدث، أن المملكة المغربية قطعت أشواطا كبيرة فيما يخص المنشآت الرياضية، وتعتبر من بين البلدان الرائدة على المستوى القاري في هذا الخصوص، إلا أن هذه المنشآت مازالت تحتاج إلى إعادة التأهيل وإعادة الإصلاح وكذلك الصيانة ومواكبة التطور الذي وصلت إليه.

واعتبر كذلك أن هذا أمرا طبيعيا ما دام أن الكرة تتطور كذلك فالمنشآت الرياضية تتطور، مشيراً إلى أن هذه المنشآت تحتاج إلى إعادة التأهيل، وذلك لتناسب ما يريده الاتحاد الدولي لكره القدم الفيفا وفق دفتر تحملات صارم.

وأشار المتحدث في هذا الباب، إلى أنه قبل الحدث العالمي الذي ستنال المملكة شرف تنظيمه، هناك حدث قاري الذي يعتبر بروفا اعتيادية للمملكة المغربية، من أجل إنجاح كأس العالم 2030، وهو كأس إفريقيا 2025 الذي سينطلق في دجنبر من نفس السنة.

وأوضح حسينى، أن إصلاحات البنى التحتية ستمر عبر شطرين، في الشطر الأول ستتم إعادة التأهيل والصيانة، أما بالنسبة للشطر الثاني هناك بعض المنشآت التي تم هدمها وإعادة بنائها، وذلك وفق ما يطلبه دفتر تحملات الإتحاد الدولي لكرة القدم، كملعب مولاي عبد الله بالرباط الذي قطع أشواطا كبيرة وسيكون جاهزا بعد أقل من سنة من الآن، وكذلك ملعب الدار البيضاء الكبير الذي تتجاوز طاقته الاستيعابية 115 ألف متفرج والذي سيتنافس على احتضان المباراة النهائية لكأس العالم إلى جانب ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد.

وأشار ذات المتحدث، إلى أن الميزانية التي رصدها المغرب في بناء وإعادة تأهيل هذه الملاعب، تقدر بسبعة عشر مليار درهم، إضافة إلى ثمان مليارات درهم لبناء وتجهيز مراكز التدريب.

وأضاف حسينى، أن من بين المدن كذلك التي تخضع لتجهيزات، نجد أكادير التي تتوفر على عدة ملاعب صغيرة ستتم إعادة بنائها وإعادة تأهيلها لتكون مناسبة وفق المعايير التي يريدها الإتحاد الدولي لكرة القدم، وكذلك في الدار البيضاء هناك ملعب العربي الزاولي ملعب الأب جيكو وغيرها من الملاعب التي ستتم إعادة تأهيلها لكي تخصص لتداريب المنتخبات المشاركة، علاوة على الملاعب الملحقة لهذه الملاعب الرئيسية التي ستحتضن المباريات.

وبيّن حسينى أن المغرب خصص ما يقارب سبعة عشر مليار درهم لتطوير شبكات النقل والبنية التحتية، هذا وباعتبار المغرب دخل منذ سنوات في ورش إعادة تأهيل شبكات النقل بكل تلاوينها، زشيرا كذلك إلى أنه سيتم الرفع من الطاقة الاستيعابية لكل المطارات، مع تطوير واجهاتها بهدف تحويلها إلى أكبر المطارات على المستوى العالمي.

وفي نفس الإطار قال حسينى إنه “قبل سنوات تم ربط الشمال بوسط المملكة وذلك من خلال قطار فائق السرعة، واليوم لا زالت الدراسات مستمرة من أجل ربط وسط المملكة بجنوبها بين الرباط وأكادير، وبالتالي ليتم الربط بين الشمال والجنوب”.

وبيّن ذات المتحدث، أن الثورة التي تهم المشاريع والمنجزات استعدادا لمونديال 2030، شملت كذلك الموانئ كميناء طنجة والذي ستتم إعادة تأهيلها وفق دفتر التحملات الذي وضعته الفيفا، مردفا أن هناك كذلك إصلاحات على مستوى الوحدات الفندقية، حيث أشار في حديثه إلى أن المغرب بلد سياحي بامتياز يعرف تطورا على مدى السنوات في هذا الخصوص.

فيما اعتبر حسينى أن فرصة تنظيم مثل هذه التظاهرة العالمية، هي فرصة مهمة ينبغي استثمارها من أجل تحقيق تنمية حقيقية وإقلاع اقتصادي للمملكة، سينعكس في النهاية على الحياة اليومية للمواطن المغربي ومستوى عيشه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى