الأخبارمجتمعمستجدات

كيف ينجحون في ما فشلنا فيه: التعليم في التايوان

الخط :
إستمع للمقال

يشير التصنيف الدولي واسع الانتشار، الذي يعود لـمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى احتلال دولة تايوان، للمرتبة الرابعة عالميا سنة 2015، وهي الرتبة التي تتشاركها مع اليابان.

شرعت التايوان التي لاتزيد مساحتها على 360 ألف كيلومتر مربع ولا يزيد سكانها على 22 مليون نسمة منذ عدة سنوات في ما يمكن وصفه بمشروع رائد لإشاعة التعليم وتوفيره للجميع من دون اشتراطات معينة أو مسبقة، تتعلق بالسن أو بالمستويين الأكاديمي والوظيفي.

إشاعتها للتعليم لم يكن فقط من منطلق أن التعليم حق أساسي مقدس للجميع ووسيلة من وسائل الاستنارة والإبداع وتنشيط الذهن والتواصل الإنساني، وإنما أيضًا من منطلق أن إزالة العقبات التقليدية وغير التقليدية من أمام الساعين إلى رفع مستوياتهم الأكاديمية أو الباحثين عن مجالات عمل جديدة، يبدأ بالتعليم.

البرامج التعليمية

تنهل البرامج التعليمية بالتايوان كثيرا من مناهج اليبانين، حيث أن التايوانيين امتلكوا جرأة التقليد دون حساسية، فأخذوا الأفكارة من اليابانيين مثلما دأبوا منذ عدة عقود على تقليد معظم المنتجات والابتكارات اليابانية.

وهكذا فإن التايوانين، وعلى شاكلة اليبانين، أطلقو برامج تعليمية تلبي رغبات قطاعات كبيرة من الرجال والنساء والشباب والطاعنين في السن والمتعلمين وغير المتعلمين والمتزوجين والعزاب، والعاطلين وغير العاطلين ولا يلزمهم بأوقات دراسة معينة أو صفوف دراسية محددة.

ولايجبر النظام التعليمي أيضا في التايوان، الطلاب على تعلم مواد بعينها، تاركًا لهم مطلق الحرية في اختيار المواد التي قد تتفاوت ما بين تعلم اللغات الحية أو وسائل المحافظة على البيئة أو رياضة اليوغا.

مؤسسات تعليمية لا تسعى إلى الربح

في التايوان المؤسسات التعليمية لاتسعى للربح، وللوفاء باحتياجات هذا النوع من المشاريع التعليمية، كان لا بد من إنشاء ما سمي بكليات المجتمع التي صار عددها اليوم يتجاوز 87 فرعًا منتشرًا في كل إقليم في البلاد ويتولى إدارتها مؤسسات لا تسعى إلى الربح.

علمًا بأن أولها افتتح في عام 1998 وبعدد من الطلاب والطالبات لا يتجاوز الثلاثة آلاف. هذا العدد عرف ارتفاعا كبيرا، على الرغم من أن الكليات الجامعية التي يدرسون بها لا تمنحهم أية شهادات. وهذا يظهر نهم شديد لدى التايوانيين للمعرفة من أجل المعرفة.

سياسات الكومينتانغ التربوية

من بين أسباب نجاح التعليم في التايوان، إعتمادها لما يسمى سياسات الكومينتانغ التربوية، وكان من ثمارها أن تقلصت نسبة الأمية في صفوف المواطنين إلى 4 بالمئة لتصبح تايوان إحدى الدول الآسيوية الرائدة في مجال مكافحة الأمية.

المعروف أن سياسات الكومينتانغ التربوية بدأت في البر الصيني في مطلع القرن العشرين وشملت محو الأمية والتدريب المهني ونشر المعرفة في صفوف الجماهير، وذلك من خلال المؤسسات الرسمية وموظفي الدولة وقادة الرأي والإعلام والأكاديميين.

وحينما وصل الكومينتانغ إلى فورموزا نقل معه هذه السياسات لتشهد الفترة ما بين عقدي الخمسينيات والسبعينيات من القرن الماضي ثورة تربوية حقيقية عززتها مشاعر الانتماء القومي وضرورة التميز عن البر الصيني هوية ونظامًا ونهضة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى