الأخبارمجتمعمستجدات

فيديوهات تفضح تناقضات تصريحات والدة الزفزافي: تزعم أنها لا تملك ثمن خبزة، و أقرت أنها تمتلك مجوهرات

الخط :
إستمع للمقال

لا يختلف إثنان ولا يتناطح كبشان في أن المطالب الاجتماعية المشروعة لكافة المواطنين في كل بقاع المغرب من ساكنة الريف أو ساكنة أنفكو أو ورزازات، حق من حقوق المواطنين وجب المطالبة بها والدفاع عنها بكل الوسائل المشروعة و السلمية، لكن عندما تتدخل خلفيات وتساعد جهات أخرى في تغيير خط ومسار هذه المطالب والركوب عليها، يصبح الشك والحذر والتصدي لها واجب فوق الواجب.

مناسبة هذا الكلام قراءة بسيطة في جزئية من جزئيات ما بات يعرف بـ”حراك الحسيمة” والضجة المثارة حوله، خصوصا عندما تأتي معطيات دقيقة وتفاصيل واضحة لتدحض لدى البعض ممن يقود عربة هذا “الحراك” دعاوى السلمية أو المطالب الاجتماعية المجردة من أي تأثير مشبوه.

فمنذ أن اعتقل ناصر الزفزافي الذي تزعم احتجاجات الحسيمة منذ حوالي سبعة أشهر، وذلك على خلفية اقتحامه لأحد مساجد المدينة وعرقلة حرية شعيرة صلاة الجمعة، برز على السطح وجه جديد لم يكن سوى والدة الزفزافي، التي وجهت لها عدسات الكاميرات لتحدث العالم عن تفاصيل سيظهر فيما بعد بأن التناقض فيها هو سيد الموقف.

أول فيديو ظهرت فيه والدة الزفزافي كان من داخل بيتها عندما قام موقع إلكتروني بتوجيه أسئلة لها، حول تفاصيل البحث عن ابنها الفار، وتفتيش عناصر الأمن لمنزلها وغرفة ابنها، والتي أجابت عنها كما بدا من أول وهلة بأسلوب ملقن ممن أوهموها بأن كثرة الكلام وترتيب لحظات البكاء والصمت سيكسبها مزيدا من التعاطف من طرف المتابعين، إلا أنها سقطت في تناقض وكذب سيظهر فيما بعد في شريط فيديو آخر أنه سيأثر على ما كانت تطلبه من صدقية لقضية ابنها المعتقل.

والدة الزفزافي التي تحدثت في الفيديو الأول والدموع لا تغادر عينها داخل بيتها بعد فرار ابنها ناصر وإصدار مذكرة اعتقال في حقه، قالت بأن قوات الأمن عندما دخلوا المنزل قاموا بتكسير كل ما وجدوا أمامهم وقاموا بتعنيفها، وهو نفس الكلام الذي قالته في فيديو ثان نشرته القناة البرلمانية الفرنسية  LCPTV وزادت عليه كلاما جديدا مفاده أن قوات الأمن مزقوا ملابسها وضربوها، لم تستطع إثبات ذلك من خال ولو لقطة واحدة تؤكد هذا التكسير المدعى أو التعنيف المفترض الذي يجب على الأقل إثباته بشهادة طبية.

https://youtu.be/OBY8wHm2XkY

والدة الزفزافي التي تحدثت بـ”دموعها” أيضا في الفيديو الأول عن أنها لا تملك سوى قليل من الأرز كقوت منزلها الكلي ولا تجد رفقة أفراد عائلتها الأربعة ثمن دوائها وما يسدون به رمقهم من خبز حاف، قالت بالحرف: “ما عنديش باش نجيب خبزة”. لكنها، و بدون شك عملا بنصائح جهات لا تهمها مطالب ساكنة الحسيمة الإجتماعية بقدر ما يهمها تأجيج فتيل الإحتجاجات و لو باللجوء إلى الكذب و الأفتراء، عادت لتقول في الفيديو الثاني إن عناصر الأمن قامت بسرقة مجوهرات لها كانت مخزنة في البيت (البوليس داو لي حوايجي و سرقو لي الذهب ديالي)، وذلك بما يتناقض وكلام الفقر و الاحتياج الذي سوقته في الفيديو الأول.

https://youtu.be/OqS1gSC3dKM

هذه المقارنة يبقى فيه المشاهد حائرا في توجيه وصف الكذب لأحد التصريحين، وهل يصدق أن للسيدة مجوهرات فوق الاكتفاء المادي للأسرة، أم أن الأسرة التي تعيش في المنزل الممنوح لهم بثمن جزافي من طرف الأملاك الوقفية، ووالد الأسرة المتقاعد بنفس مؤسسة الدولة، لا تعاني شيئا من تلك الإدعاءات التي تليق بأسرة من المغرب العميق، ولا تليق طبعا بابن أظهرت صور مخزنة في شريحة إلكترونية (clé USB) أنه لم يكن محتاجا للخبز وكان يعيش نوع من البذخ مع أناس لم تعرف بعد هوياتهم وتوجهاتهم.

تصريحات أخرى متناقضة لإم الزفزافي تلك التي قالت فيها في الفيديو الأول إن رجال الأمن طلبوا منها فتح باب منزلها و طلبت منهم مهلة لفتحها قبل أن يقتحموها بواسطة أداة حديدية، و تلك التي زعمت فيها في الفيديو الثاني أن الأمن اقتحم بيتها دون أن يطرق الباب. فأي التصريحان يصدق المشاهد؟

اختلاق والدة الزفزافي الحديث عن المجوهرات المسروقة و عدم طرق باب المنزل في أقل من أسبوع، وحديثها كذلك عن عدم توفرها على دراهم قليلة تتنقل بها لملاقاة ابنها المعتقل في الدار البيضاء، بفضل تجمهر محتجين حولها، يظهر بلا شك اليوم أن الفيديو الأول والثاني والرسائل الممرة فيهما، تظهر بأنه قد تم العمل عليه بشكل جيد ومحبك، لتعيد هذه المقارنة والملاحظات الشكوك وراء بعض تفاصيل هذا الحراك أو الاحتجاجات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى