في اليوم العالمي للمرأة.. استحضار لوضعية النساء القرويات وسُبل تمكينهن اقتصاديا واجتماعيا

يُخلد العالم في الثامن من مارس من كل عام اليوم العالمي للمرأة، احتفاء بمساهماتها في مختلف المجالات، وتعزيزا لحقوقها ومكانتها في المجتمع، حيث تشكل هذه المناسبة فرصة لإعادة تسليط الضوء على وضعية النساء القرويات، واستحضار التحديات التي تواجههن في مجالات التنمية والتمكين الاقتصادي والاجتماعي.
ورغم إسهامهن الحيوي في الاقتصاد القروي، لا تزال الكثير من النساء يواجهن تحديات تعيق وصولهن إلى الموارد، وفرص العمل، والخدمات الأساسية، الأمر الذي يجعل البحث في سُبل دعمهن وتمكينهن ضرورة ملحة لتحقيق تنمية أكثر شمولا وإنصافا.
وفي هذا السياق، قال محمد حبيب، أخصائي اجتماعي وباحث في علم النفس، إن المرأة القروية في المغرب تُعد ركيزة أساسية في الاقتصاد المحلي، خاصة في مجالات الفلاحة، الصناعة التقليدية، وتربية الماشية. مؤكدا على أنه رغم مساهمتها الفعالة في الإنتاج الاقتصادي، لا تزال تعاني من تهميش واضح على عدة مستويات، وأشار إلى أن ضعف فرص الوصول إلى التمويل والدعم الاقتصادي يُشكل عائقًا كبيرًا أمام تطوير مشاريعها، كما أن غياب برامج التكوين المهني والتأهيل يجعل من الصعب على المرأة القروية تطوير مهاراتها أو توسيع نشاطها الاقتصادي.
إلى جانب ذلك، أضاف حبيب، أن غياب الحماية الاجتماعية يُضاعف من هشاشة وضعية المرأة القروية، حيث أن معظم النساء العاملات في القطاع غير المهيكل لا يستفدن من التغطية الصحية أو الضمان الاجتماعي. مضيفا، أن العوائق الثقافية والاجتماعية، بما في ذلك الصورة النمطية لدور المرأة، تساهم في الحد من استقلاليتها الاقتصادية، وتعيق وصولها إلى مراكز القرار في المجال الاقتصادي.
وفي سياق متصل، أكد الأخصائي الاجتماعي والباحث في علم النفس، على أن تعزيز التعاونيات النسائية يُعد من بين الحلول الأكثر نجاعة لدعم التمكين الاقتصادي للمرأة القروية. مبرزا أن هذه التعاونيات تُوفر إطارًا منظمًا للعمل، وتُمكّن النساء من الحصول على دخل قار، وتحسين ظروف العيش، كما شدد على ضرورة تسهيل ولوج المرأة القروية إلى التمويل عبر إطلاق قروض صغيرة موجهة خصيصًا للمشاريع النسائية.
علاوة على ذلك، أبرز ذات المصدر أن تطوير برامج للتكوين والتأهيل في مجالات الفلاحة، التسويق، والتسيير، سيساهم بشكل كبير في تحسين قدرات المرأة القروية على إدارة مشاريعها بشكل فعال. موضحا أن تحسين البنية التحتية في المناطق القروية يُعد كذلك عاملًا أساسيًا في دعم التمكين الاقتصادي، فبدون طرق معبدة وأسواق محلية، ستظل فرص المرأة القروية في الوصول إلى الموارد محدودة.
وشدد حبيب، على أن إدماج النساء القرويات في منظومة الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، يُعد خطوة ضرورية لحمايتهن من التقلبات الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز استقلاليتهن المالية.