الأخبارمجتمعمستجدات

فاجعة الحوز.. حدث بارز في سنة 2023 أعاد للواجهة مظاهر تلاحم العرش والشعب

الخط :
إستمع للمقال

رغم كونها فاجعة محزنة ألمت بالشعب المغربي، شكلت محنة زلزال الحوز يوم 8 شتنبر الماضي، نموذجا حيا للتلاحم القوي القائم بين العرش والشعب.

فمنذ الساعات الأولى للزلزال، أصدر الملك محمد السادس تعليماته لتعبئة كافة أجهزة الدولة، من قوات مسلحة ملكية، وقطاعات حكومية وسلطات محلية، وقوات عمومية وفرق الوقاية المدنية، لاتخاذ جميع الإجراءات الاستعجالية اللازمة قصد تسريع عمليات الإنقاذ، وإجلاء الجرحى وتقديم المساعدة للأسر المتضررة.

كما ترأس الملك محمد السادس، عدة جلسات عمل خصصت لتدارس اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب زﻟزال الحوز، ولتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من هذا الزلزال، ولبرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة.

إضافة إلى الاجتماعات التي ترأسها، قام الملك محمد السادس يوم 12 شتنبر، بزيارة تفقدية لضحايا الزلزال على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” بمراكش، حيث استفسر جلالته عن الخدمات الصحية المقدمة لهم من طرف الفرق الطبية المعبأة على إثر هذه الكارثة الطبيعية، هذا بالإضافة إلى تفضل جلالته بالتبرع بالدم، ما شكل صورة حية لتضامنه الكامل وعطفه على الضحايا والعائلات المكلومة.

هذا ومكنت المبادرات الملكية من تجاوز مرحلة الإنقاذ إلى مرحلة إعادة تأهيل وتعمير المناطق المتضررة، من خلال وضع برنامج مدروس، ومندمج وطموح، لمواجهة كل تداعيات هذا الزلزال بشكل قوي ومنسجم وسريع، بميزانية توقعية إجمالية تقدر بــ120 مليار درهم على مدى خمس سنوات، حيث غطت الصيغة الأولى من هذا البرنامج الأقاليم الستة والعمالة المتضررة من الزلزال (مراكش، الحوز، تارودانت، شيشاوة، أزيلال وورزازات)، وتستهدف ساكنة تبلغ 4,2 مليون نسمة.

وبعد تشخيص دقيق للحاجيات، تضمن البرنامج مشاريع تهدف إلى إعادة بناء المساكن وتأهيل البنيات التحتية المتضررة وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق المعنية، حيث تم رصد الاعتمادات اللازمة له، انطلاقا من الميزانية العامة للدولة، ومساهمات الجماعات الترابية والحساب الخاص للتضامن المخصص لتدبير آثار الزلزال، وكذا من خلال الدعم والتعاون الدولي.

وتنزيلا للتوجيهات الملكية، حرص البرنامج على ضرورة انسجام عملية إعادة الإعمار مع تراث المنطقة وخصائصها المعمارية المتفردة واحترام كرامة الساكنة وعاداتها وأعرافها.

وبالإضافة إلى المبادرات الملكية، انخرطت مختلف مكونات المجتمع المغربي، من داخل الوطن وخارجه، في المجهود الوطني لمساعدة السكان المتضررين، حيث أبانت عن روح التآزر الوطني القوي وروح التضامن الراسخة التي أبهرت العالم أجمع، وهو ما أشار له الملك محمد السادس، في خطابه السامي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، قائلا “رغم هول الفاجعة، فإن ما يخفف من مشاعر الألم، ويبعث على الاعتزاز، ما أبانت عنه فعاليات المجتمع المدني، وعموم المغاربة، داخل الوطن وخارجه، من مظاهر التكافل الصادق، والتضامن التلقائي، مع إخوانهم المنكوبين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى