عقب إعلان الاستعمار الفرنسي والإسباني على ربوع المغرب بداية من سنة 1912، كان هذا التاريخ فاتحة فرض نظام جديد ضيق على المغاربة أحوال معيشتهم وسن أنماطا حياتية واقتصادية لم يعهدها المغرب قط . استمر مد الغلاء والفقر حتى سنة 1929، تاريخ أول أزمة اقتصادية قبل أن يتفجر الوضع سنة 1944 وهي السنة التي تعرف عند المغاربة بعام “البون”.
كانت سلطات الحماية قد سلكت مسلكا جديدا في التعامل مع أزمة الغذاء، ففرضت نظاما جديدا لتوزيع المواد الإستهلاكية الأساسية عرف “بنظام التموين” إذ أصبحت المواد تقتنى بأوراق الإذن وذلك بشرائها، و سميت تلك الأوراق “البون”. وتولت البلديات عملية التوزيع فوضعت دفاتر خاصة (كارنيات) أو بطاقات التموين ذات ألوان وأرقام، منها ما يتعلق بالزيت و البيض والسكر و الشاي و القهوة و الصابون و الخضر كالبطاطس و الوقود, ومنها ما يخص الأثواب و الألبسة على اختلافها صوفا و قطنا و كتانا و خيطا، وكان التموين يوزع على المتاجر حسب الأحياء و الدروب.
وكانت إدارة التموين تغير لون البطاقة كل ستة أشهر، وكل تقطيع يصلح لاقتناء مادة واحدة.حسب ما ذكر في كتاب “المغرب في عهد السلطان سيدي محمد بن يوسف -1927-1956 فترة الحماية الفرنسية و الإسبانية – زين العابدين العلوي”.
أدت مجاعة عام “البون”حسب تقرير إدارة الصحة العمومية التابعة لسلطات الاستعمار إلى وفاة 49.986 شخص أغلبهم من الأطفال.
كلمة البون في الدارجة المغربية يقصد بها “وصل” ,حيث أخذت الكلمة على غرار العديد من كلمات الدارجة المغربية من الكلمة الفرنسية BON أو BON POUR والتي تعني باللغة العربية “ورقة لأجل” . وقد أخذ المغاربة هاته الكلمة من صيغتها الفرنسية ووظفوها في الدارجة المغربية فتم نطقها “البون” بإضافة “ال”.
لا زلت أحتفض بهده البونات