“شخصيات غيرت التاريخ”.. الرحالة “كريستوفر كولومبوس” مكتشف أمريكا
يقرب موقع “برلمان.كوم” خلال شهر رمضان الكريم، قراءه الأعزاء من أبرز الشخصيات التي تركت بصمتها في التاريخ، بحيث سيتم تناول مسار العديد من الشخصيات التي كان لها دور كبير في الحياة.
وتتطرق حلقة اليوم من سلسلة “شخصيات غيرت التاريخ”، لمسار وحياة الرحالة والمستكشف الإيطالي، كريستوف كولومبوس.
ينسب إلى كريستوفر كولومبوس، اكتشاف العالم الجديد (قارة أميركا الشمالية وقارة أميركا الجنوبية) قبل 5 قرون مضت على رحلاته الاستكشافية التي أبحر فيها من إسبانيا باتجاه الغرب نحو آسيا، وهو أحد أشهر الشخصيات في تاريخ الاكتشافات الجغرافية بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر.
ولد كريستوفر كولومبوس الملقب بـ”أميرال البحر والمحيط”، في يوم لم يعرف بالتحديد، من عام 1451، في مدينة جنوة شمال غرب إيطاليا.
ووفقا لما أعلنه هو نفسه في رسالة، فقد بدأ الإبحار في سن الـ14 من عمره حين اشتغل في سفينة تجارية، وفي عام 1473 كان في خدمة تجار جنوة، وركب السفن المستخدمة في الحركة التجارية البحرية الكبيرة.
تلقى كولومبوس مقدارا قليلا من الدراسة الرسمية ولم يتعلم القراءة والكتابة إلا عندما ذهب للبرتغال، وهناك درس الرياضيات والفلك وعلم الملاحة والخرائط في لشبونة، وبدأ حياته المهنية عام 1476 بحارا في خدمة البرتغاليين.
استقر كولومبوس في مدينة لشبونة مركز المشاريع البحرية الأوروبية آنذاك، وكان حينها في الـ24 من عمره، وعمل مع أخيه الأصغر بارثولميو في تصميم وطبع الخرائط، التي كانت توضع اعتمادا على المعلومات ومسودات الرسوم التي يعود بها البحارة من رحلاتهم.
نمت رغبة كولومبوس في الوصول إلى جزر الهند عبر المحيط الأطلسي بشكل كبير، ويرجع السبب لعدة عوامل منها، رؤيته للخرائط الجغرافية التي أنتجها شقيقه، والقصص التي وصلت إلى السواحل البرتغالية واكتشافات القطع الأثرية قبالة جزر المحيط الأطلسي.
قدم كولومبوس في عام 1484 اقتراحه إلى ملك البرتغال يوحنا الثاني فرفض تمويل رحلته الاستكشافية، ثم توجه بطلبه إلى ملوك إسبانيا الكاثوليك، وبعد سنوات من المحاولات الفاشلة، وافقت الملكة إيزابيلا والملك فرديناند رسميا في 17 أبريل 1492 على تقديم الدعم لمقترحه، مع التأكيد على أهدافه التجارية (اكتشاف طريق بحري أقصر وأقل تكلفة لاستغلال الأسواق الغنية في الصين واليابان).
يشير بعض المؤرخين إلى أن كولومبوس توفي وهو يظن أنه وصل جزر الهند، ومع أنه قضى 10 سنوات في السعي للحصول على من يدعم فكرته هاته، فإنه لم ينفذها، فقد كانت تقف في طريقه قارة شاسعة لم يكن يعرف بوجودها، ولم يعلم أنه اكتشف الأميركتين بالصدفة.
لكن المستكشف الإيطالي أميركو فسبوتشي أدرك لاحقا أن هذه الأراضي الشاسعة قارة جديدة وليست آسيا، لهذا تمت تسمية “العالم الجديد” لأول مرة في خريطة مارتن فالدسميلر عام 1507 “أميركا” تكريما لهذا المستكشف الإيطالي.
عندما عاد كولومبوس من رحلته الأخيرة إلى إسبانيا في 7 نونبر 1504، كان يبلغ من العمر 53 عاما، وكان في حالة صحية سيئة، وقضى الأشهر الأخيرة من حياته في حزن وفي حالة ذهنية مضطربة.
توفي وهو في 55 من عمره في 20 ماي 1506 وسط عائلته في بلد الوليد بإسبانيا، على إثر نوبة قلبية بسبب ما يعرف بـ”متلازمة رايتر” التي كان يعاني منها منذ عدة سنوات، ودفن في دير كارثوسيان في سانتا ماريا دي لاس كويفاس بإشبيلية.