الأخباررمضانيات برلمان

شخصيات صنعت التاريخ.. فالبرج مُكتشف مادة السَّكَرين التي عوضت السُّكر

الخط :
إستمع للمقال

عديدة هي الشخصيات التي بصمت على مسار متميز في حياتها المهنية والخاصة، ونجحت في تقديم أعمال رائدة أو تحقيق إنجازات مهمة، نقلتها إلى عالم الشهرة وأدخلتها في قلوب الناس جيلا بعد جيل.

عبر هذه السلسلة الرمضانية، “شخصيات صنعت التاريخ” يغوص “برلمان.كوم” بقرائه في عوالم شخصيات دونت اسمها في قائمة أفضل شخصيات العالم، وسنتوقف في حلقة اليوم عند شخصية “قسطنطين فالبرج” الكميائي الروسي الذي إكتشف مادة السَّكَرين التي أصبحت تستخدم عند المصنعين في الصناعات الغذائية كبديل للسكر.

استخدام السكَرين :

تعتبر مادة السكرين مُحلى صناعيا لا يحتوي على أي سعرات حرارية، وذلك رغم أن طعمه يفوق حلاوة السكر الطبيعي بمعدل 400 مرة. ويستخدم السكرين كبديل للسكر الطبيعي في حالات مرضى السكري حيث أنه لا يؤثر على مستوى السكر في الدم، ولا يؤثر على نسبة هرمون الأنسولين التي يفرزها الجسم، كما تتم إضافته لتحلية مشروبات التخسيس والحميات، بل ويتم استعماله في تحلية الأدوية ذات المذاق المُنفر أو ذات المذاق اللاذع.

فالبرج واكتشاف مادة السكرين :
يعود اكتشاف السكرين عام 1879م، إلى مُحلل القطران والفحم الكيميائي قسطنتين فالبرج، الذي ولد في 22 دجنبر عام 1850 في ببلدة تامبوف في روسيا، حيث اكتشف هذا الأخير السكرين بالصدفة عند توجهه لتناول الطعام دون أن يقوم بغسل يديه بعد اشتغاله بمشتقات قطران الفحم.

وخلال تذوقه بسكويت لاحظ حلاوة زائدة في طعمه رغم أن البسكويت ذو مذاق معتدل ، فنظر في يديه ووجد أن المواد مواد التي كانت ملتصقة في يديه أثناء عمله التصقت بالطعام وتناولها، واكتشف بعد عودته للورشة أن تلك المادة التي كانت في يديه هي مادة ناتجة عن مزيج من حمض سالفوبنزويك مع مادة الأمونيا، ونتجت مادة السكرين كمشتق من قطران الفحم.

وقدم  فالبرج اكتشافه وحصل على براءة اختراع للمُحلى الصناعي السكرين، التي ليس لها أي قيمة غذائية وذلك عام 1884م، مباشرة بعد ذلك قامت العديد من الشركات بتبني إنتاجه ودخل السكرين في العديد من الصناعات الغذائية، وفي عام 1907م، أقرت منظمة الغذاء والدواء امكانية استخدامه كمنتج صالح للاستعمال البشري.

وقبل طرحه في الأسواق، تم إجراء العديد من التجارب والأبحاث للتوصل إلى مميزاته والتي منها ثباته الحراري بالتأكد من أنه لا يتفاعل مع مكونات الطعام كيميائيًا، حيث ثم استخدام السكرين على نطاق واسع لتخفيف طعم الأدوية المُرة، ويُمزج مع مادة الأسبرتام لصنع مشروبات الحمية والتخسيس وصناعة معجون الأسنان، ويستخدم سكارين الصوديوم في صناعة الأطعمة والمشروبات لقدرته الكبيرة على الإذابة في الماء.

دراسة تربط استعمال السكرين بسرطان المثانة:
في عام 1970م وجدت علاقة بين كثرة استهلاك السكرين، وبين حدوث سرطان المثانة، وقد وصف المعهد الدولي للأبحاث السرطانية بأن مادة السكرين تنتمي لمجموعة (ب)  كونها مادة مسببة للسرطان.

ومنعت كندا استخدامه تمامًا في عام 1977م، كما حذرت الجمعية السعودية لطب الأسرة استخدامه لأنه قد يسبب مرض السرطان، وذلك لقيام دراسة ربطت بين إصابة الفئران بسرطان المثانة وبين استهلاك تلك الفئران لمادة السكرين.

مما أدى إلى منع اضافتها للطعام والشراب طبقًا لقرار إدارة الغذاء والدواء العالمية FDA، بل وتم وضع لاصقات تحذيرية على المنتجات التي تحتوي على السكرين ، بأن ذلك المادة تسببت في إصابة حيوانات التجارب بالسرطان.

دراسات تنفي تسبب السكرين للسرطان للبشر:

وجدت الدراسات في العام 2000 أن ما ينطبق على فئران التجارب لا ينطبق على الإنسان، فتمت إزالة التحذيرات الملصقة على العبوات، وتم إزالة مادة السكرين من برنامج السموم الوطني الأمريكي.
ولكن تم تحديد الكمية اليومية المسموح بها، وهي 5 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الشخص مع ضرورة استشارة الطبيب قبل استعمال المحلى الصناعي، ويمنع تناوله أثناء فترة الحمل لقدرته على عبور المشيمة والوصول إلى دم الجنين .

وفي عام 2008، تم إجراء دراسة في جامعة بوردو تؤكد أن تناول السكرين يسبب زيادة الوزن، ويزيد من السعرات الحرارية بداخل الجسم التي تؤدي بدورها إلى زيادة الوزن وذلك طبقًا لتجربة تمت على فئران التجارب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى