الأخبارثقافةمستجدات

شخصيات تاريخية.. من يكون ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع ومؤلف ”المقدمة”؟

الخط :
إستمع للمقال

يعتبر ابن خلدون أحد أبرز علماء الحضارة الإسلامية، فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها، لذا اخترنا ضمن هذه السلسلة الرمضانية ”شخصيات تاريخية” على موقع ”برلمان.كوم” تقديم لمحة عن مسيرته.

الولادة والنشأة

ولد عبد الرحمن ابن خلدون في تونس عام 1332م، من أسرة علم وأدب، حيث حفظ القرآن الكريم في طفولته، وكان أبوه هو معلمه الأول، وفقا لمصادر تاريخية، كما شغل أجداده في الأندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مهمة وكانوا أهل جاه ونفوذ، إذ نزح أهله من الأندلس في منتصف القرن السابع الهجري، وتوجهوا إلى تونس.

وذكرت المصادر ذاتها، أن ابن خلدون رحل بعلمه إلى مدينة بسكرة حيث تزوج هناك بإحدى بناتها، ثم توجه عام 1356 إلى فاس، حيث ضمه أبو عنان المريني إلى مجلسه العلمي واستعمله ليتولى الكتابة مؤرخا لعهده وما به من أحداث، وقدر لإبن خلدون رحيل آخر عام 1363م إلى غرناطة ومن ثم إلى إشبيلية ليعود بعد ذلك للمغرب.

تأسيس علم الاجتماع

يعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع أو علم العمران البشري، وقد ذكر في كتابه مقدمة ابن خلدون: “وهذا هو غرض هذا الكتاب الأول من تأليفنا، وهو علم مستقل بنفسه موضوعه العمران البشري والاجتماع، ويهدف إلى بيان ما يلحقه من العوارض والأحوال لذاته واحدة بعد أخرى”.

وتشير المصادر، إلى أن ابن خلدون اعتمد في نظرياته الاجتماعية على أن لكل ظاهرة اجتماعية سبب يؤدي إلى حدوثها، وربطه مع الطبيعة المحيطة بالأفراد، أي أنها من تفرض الأسباب المؤدية للظواهر الاجتماعية، وليس بناء على اختيار الأفراد، كما فرق بين القانون الاجتماعي الثابت والظروف التي تحدث بشكل مفاجئ، وتؤثر على سير الحياة الاجتماعية.

مقدمة ابن خلدون

وفقا للمصادر التاريخية، فإن المقدمة هو كتاب ألفه ابن خلدون سنة 1377م كمقدمة لمؤلفه الضخم الموسوم كتاب العبر (الاسم الكامل للكتاب هو كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)، بحيث اعتبرت المقدمة لاحقا مؤلفا منفصلا ذا طابع موسوعي إذ يتناول فيه جميع ميادين المعرفة.

وضمن هذا الكتاب، تناول ابن خلدون الشريعة والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والعمران وعلم الاجتماع والسياسة والطب، وأحوال البشر وأثر البيئة في الإنسان.

وفضلا عن ذلك، تناول هذا المؤلف العبقري، تطور الأمم والشعوب ونشوء الدولة وأسباب انهيارها مركزا في تفسير ذلك على مفهوم العصبية، بحيث سبق من خلال تأليف الكتاب المذكور ابن خلدون غيره من المفكرين مثل الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت، إلى العديد من الآراء والأفكار حتى اعتبر مؤسسا لعلم الاجتماع كما ذكرنا سابقا.

وفاة ابن خلدون

توفي العالم ابن خلدون في مصر عام 1406م، ودفن في مقابر الصوفية عند باب النصر بشمال القاهرة، تاركا مساهمات علمية مهمة، سواء في علم الاجتماع أو الفلسفة وعلم الأحياء والاقتصاد وعلم التربية، فضلا عن كونه كان دبلوماسيا حكيما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى