الأخبارمجتمعمستجدات

سوسيولوجي: ما وقع في “أحداث الفنيدق” دق ناقوس الخطر.. واليأس تسلل للأطفال والمراهقين

الخط :
إستمع للمقال

انتشرت في الآونة الأخيرة، وسط العديد من المراهقين والقاصرين، في العديد من مناطق المملكة ظاهرة “الحريݣ”، من أجل العبور إلى الضفة الأخرى، حيث تم مؤخرا توقيف عدد مهم من الأطفال والقاصرين، خلال محاولات الهجرة الجماعية بطريقة غير شرعية التي شهدتها مدينة الفنيدق مؤخرا.

ودقت الأرقام المهولة لمحاولات القاصرين والأطفال الهجرة بطريقة غير شرعية، وتعريض حياتهم للخطر، ناقوس الخطر، وسط العديد من الحقوقيين والمتتبعين للشأن الاجتماعي المغربي، الذين أكدوا أن هذه الظاهرة أصبحت دخيلة على هذه الفئة من المجتمع.

وفي هذا الإطار، قال عادل غزالي، أستاذ وباحث في علم النفس الاجتماعي، في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، إن الهجرة ظاهرة كونية ومرتبطة بسياق اقتصادي واجتماعي وسياسي، ولا يجب أن ننظر إليها بنظرة سيئة، حيث تخضع لحق من حقوق الإنسان في التنقل.

وأوضح عادل غزالي، أن ما وقع في أحداث الفنيدق، دق ناقوس الخطر، وذلك بعدما حاول العديد من القاصرين والمراهقين العبور إلى الضفة الأخرى بطريقة غير شرعية.

وأكد أستاذ علم النفس الاجتماعي، أنه من قبل كان من يحاول الهجرة، هو الشخص القادر على العمل والانتاج في الخارج، أمام غياب فرص عمل أفضل داخل بلده.

وأضاف، أنه مؤخرا لم يعد التفكير في الهجرة مرتبط بالفئة القادرة على العمل فقط، بل أيضا على الأطفال والمراهقين، الذين أصبحوا يفكرون في الهجرة، بعدما تسرب اليأس لديهم.

وتابع المتحدث ذاته، أن مجموعة من الأطفال والمراهقين لديهم ميول للمخاطرة، وهذا ما يفسر الانسياق الاجتماعي، الذي كان كثيرا في أحداث الفنيدق، والتي شهدت انخراط العديد من المراهقين والقاصرين.

وأشار الخبير النفسي والاجتماعي، إلى أن هذه الأحداث أعطتنا فكرة على ما يقع في مجتمعنا، وكشفت لنا بعض الحقائق التي يجب مراقبتها، مضيفا أن مؤسسة التنشئة الاجتماعية فشلت فشلا ذريعا، بداية من الأسرة والمدرسة والعديد من الوسائل الأخرى على غرار الإعلام.

وأكد الخبير، أن المدرسة لم تعد تواكب حاجيات الأطفال والمراهقين، حيث أنهم في عالم وما يتم تدريسه في عوالم أخرى، كما أن المقررات الدراسية أصبحت بعيدة عنهم.

وأردف، أن على المستوى الإعلامي ما يتم الترويج له، دائما ما نتحدث عن نسبة 1 في المائة، التي تصل إلى بر الأمان، بعدما هاجرت، لكننا لا نتحدث عن نسبة 99 في المائة، التي فارقت الحياة أو تم اعتقالهم أو تم استغلالهم من طرف العصابات، مضيفا أنه يجب أن يتم الترويج للنماذج الناجحة في المغرب، خصوصا وأن المملكة حققت العديد من النجاحات على العديد من المستويات.

وأشار إلى أنه يجب إعادة النظر في إعادة بناءة الأجيال وما نريد منها، حتى نستجيب بشكل أو بآخر لحاجياتهم وأخذها بعين الاعتبار، مضيفا أن هناك العديد من أشكال الهجرة والتي تعتبر أكثر خطورة، وهي هجرة الكفاءات للخارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى