أبرز أحداث 2024اخبار المغربمستجدات

سنة 2024..” أحداث الفنيدق” والطرق الجديدة لشبكات الاتجار بالبشر لتحريض القاصرين على “الحريك”

الخط :
إستمع للمقال

شهدت سنة 2024 حدثا بارزا أثار اهتماما واسعا، سواء على المستوى المحلي وكذا الدولي، والذي تمثل في موجة هجرة غير شرعية أو ما عرف ب “أحداث الفنيدق”، وذلك ارتباطا بانطلاقها من مدينة الفنيدق شمال المغرب، كشفت عن عمق التحديات التي تدفع العديد من الشباب، والذين كان أغلبهم مراهقين وقاصرين، إلى ركوب أمواج الخطر بحثًا عن حياة أفضل في الضفة الأخرى.

وفي هذا السياق قال الباحث في قضايا الهجرة عمر عمور في تصريحه لموقع “برلمان.كوم”، إن المغرب تحول في السنوات الأخيرة إلى بلد استقرار مؤقت، نتيجة سياسات تسوية أوضاع المهاجرين في مرحلتين أساسيتين (2014 و2016)، غير أن هذا الاستقرار يبقى انتقالياً بالنسبة للمهاجرين الأفارقة الذين ما زالوا يحلمون بالوصول إلى الضفة الأوروبية. مشيرا إلى أن المغرب ما زال، في الوقت ذاته، ينتج هجرة نحو أوروبا، مما يجعلنا أمام ظاهرة مركبة تعكس استمرار حركية الهجرة بأشكالها المختلفة.

وأضاف عمور أن أحداث الفنيدق لم تكن معزولة، بل جاءت في سياق ديناميكية الفعل الهجروي، التي تتحكم فيها عوامل اقتصادية واجتماعية متشابكة. موضحا أن هذه الأحداث تميزت بكونها نُسقت عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما أضفى عليها طابعا جديدا، حيث أضحت الهجرة غير النظامية مُعلنة ومفتوحة على الجمهور، مع تركيزها بشكل خاص على فئة القاصرين.

وفي تحليله لهذه الظاهرة، أشار الباحث في قضايا الهجرة إلى دور الأسرة والمؤسسات التعليمية في بناء نماذج مغلوطة للنجاح أحيانا، حيث يُنظر إلى الهجرة كوسيلة لتحقيق طموحات مادية، كما شدد على ضرورة تقديم رؤية بديلة تُبرز أهمية التكوين والتعلم كشرط أساسي لتحقيق اندماج ناجح سواء داخل المغرب أو خارجه.

فيما أكد عمور في تصريحه أن استمرار الظاهرة مرتبط بوجود شبكات اجتماعية واقتصادية تعيد إنتاج الهجرة، معتمدة على تقديم نماذج نجاح مادي للمهاجرين العائدين، مما يغذي رغبة الشباب في السير على النهج نفسه. مردفا أن هذه الشبكات، بما فيها شبكات الاتجار بالبشر، تعمل على تطوير وسائل جديدة لدفع الأفراد نحو الهجرة، ما يجعل الظاهرة أكثر تعقيدا.

واختتم الباحث في قضايا الهجرة تصريحه بالتأكيد على أن النقاش حول ظاهرة الهجرة يظل مفتوحا ومتجددا، داعيا إلى ضرورة معالجة العوامل الهيكلية التي تغذيها والعمل على توجيه الشباب نحو بدائل تمكنهم من تحقيق طموحاتهم داخل وطنهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى