يعرف الإبداع النسوي المغربي تطورا مهما، إذ أصبحنا نرى أن عدد الشاعرات، والقاصات والمبدعات يرتفع يوما بعد يوم، كما أن حركية الإبداع في المغرب بصيغة التأنيث أضحت تعرف حركية خاصة، لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، هل الإبداع النسوي مكتمل وهل نتوفر على كل العوامل السانحة لولادته لمنح المرأة المغربية القدرة على الانطلاق في مسيرة الخلق والإبداع, تتعدد الأجوبة وبهذا الصدد قالت القاصة والمبدعة المغربية سميرة بورزيق” إن المرأة المغربية ماتزال مترددة في الإقبال على الإبداع، ففي تربة ذكورية تحتاج النساء للمزيد من الحرية للانطلاق والخلق، كما أن الإبداع بصيغة التأنيث لازال في بلدنا يحتاج لمزيد من الحرية، فالمرأة المغربية، لم تكتب ولم تقل بعد ما تريده”.
وأكدت سميرة في حوار خصت به “يرلمان.كوم” أن انتمائها لمجال السرد ليس نهائيا بل تنهل من مجالات الإبداع لتعبر عن ذاتها، ويذلك تقول” أنتمي الى مجال سرد القصة رغم أني أجد نفسي أحيانا أتجول بين أبيـات قصيدة عابرة، لماذا اختيار هذا الجنس الأدبي؟ سؤال ليس لا يحتمل جوابا مباشرا، ليس هناك دائما اختيار من طرف المبدع. وإن أردت القيام بمحاولة للإجابة على هذا السؤال، أجدني أقرب إلى قول: إن السرد يمنح الكاتب إمكانات متعددة للتعبير فقد نجد في السرد تداخلا لأشكال مختلفة من الكتابة كالشعر مثلا”.
أما فيما يخص قصة “الطاحونة “، أشارت سميرة إلى أن القصة “عبارة عن سلسلة أو شبكة من الانعكاسات.
وفي ردها عن هل “الطاحونة” ابداع يعكس الواقع المر بالمغرب؟ أم هو تعبير داخلي لعوالم سميرة؟ أجابت بورزيق على أنه “صحيح أن أي ابداع / أي تعبير، ما هو إلا انعكاس لواقع ما وفي نفس الوقت انعكاس لعوالم داخلية بما هي تجلي من تجليات ذلك الواقع الذي تحدثنا عنه في البداية. وبالتالي قصة الطاحونة هي مزيج بين هذا الانعكاس وذاك.