الأخبارمجتمعمستجدات

سبتة: مأساة النساء “الحمالات” مستمرة والصحافة الاسبانية تتساءل: متى ستقوم سلطات البلدين بوضع حد لهذه الفوضى العارمة (فيديو)

الخط :
إستمع للمقال

“إنها الفوضى العارمة، فوضى العالم الثالث، حالة مأساوية مسترة” . بهذه الكلمات علقت صحفية إسبانية من جريدة “إيلفارو” الصادر بمدينة سبتة المحتلة، على استئناف اليوم الاثنين، تدفق “حمالات” سلع التهريب التي يطلق عليهم “البغلات”، نسبة إلى أنثى البغال التي لا تضيق بحمل الأثقال مهما كبرت، والتي تتدفق بشكل جماعي فيما يشبه الهجوم الكاسح على مخازن السلع الواقعة على مسافة غير بعيدة من معبر ترخال، أربعة أيام في الأسبوع.

على الرغم من أن مشاهد مماثلة من الفوضى العارمة، كان المعبر مسرجا لها الأسبوع الماضي، لا يبدو أن هناك تحسنا قد حصل، رغم الاجراءات المتخذة من قبل السلطات المغربية والاسبانية، من أجل تنظيم تدفق سلع التهريب، التي تتدفق يوميا إلى داخل الأراضي المغربية بلا مراقبة، مما يسببه ذلك للدولة المغربية من خسائر  اقتصادية كبيرة.

باسم السلم الاجتماعي، يبدو أن الجهات المعنية تفضل غض الطرف على ما يجري من مأساة في هذا المنفذ إلى المدينة المحتلة، مأساة تمثل “وصمة عار” بالنسبة للمغرب، الذي أصبح يوصف، بـ”العام الثالث” من قبل الصحافة الاسبانية، التي تعجز عن إيجاد الكلمات المناسبة لوصف ما يحدث من فوضى ومآسي إنسانية تتكرر باستمرار.

هذه الحالة من الفوضى، تكرس فشل فكرة فتح ممر جديد خاص بالنساء “الحمالات”، التي تفضل العشرات منهن قضاء الليل مرابطات أمام مخازن الوحدات الصناعية الاسبانية، كي يجدن أنفسهم في الصباح من بين الأوائل في أخذ ما يحتجنه من سلع، وحتى يتمكن من القيام برحلة ثانية مقابل الحصول على 150 درهم لكل رحلة. إنها لقمة العيش بطعم مر .

وقد تميز يوم الاثنين على الخصوص بمواجهات وعراك بين “الحاملين” الرجال الذين أصروا على فتح طريق لهم وسط مئات “الحمالات” النساء، التي انكسرت ظهورهن تحات ثقل كميات السلع التي يحملنها. قوات الأمن الاسبانية وجدت صعوبة كبيرة في احتواء الموقف وحالة الفوضى الناجمة عن هذا العراك الضخم، رغم الاستعانة بقوات احتياطية.

شرائط الفيديو التي نشرتها عدد من المواقع الاسبانية، تظهر مشاهد رهيبة للنساء من كل الأعمار يتساقطن كالذباب ويتعرضن للدهس وسط التدافع وشدة الازدحام، قوات الأمن تحاول دفعهن وضربهن، لتتساءل تلك المنابر، متى ستقوم السلطات في البلدين (المغرب واسبانيا) بالتدخل من أجل وضع حد لهذه “المأساة الإنسانية التي تجري على الحدود الجنوبية لأوروبا؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى