رمضانيات.. قصة الرجل والكبش بعنوان “عوض الله”
من المعروف أن القصص، دائما لها تأثيرات إيجابية على قرائها، لما تتضمنه من تشويق للنفوس، ومواعظ وعبر، تساعد الإنسان على تخطي صعاب الحياة والاتزان، كما تعلم الفرد صفات وخصالا حميدة، خاصة لو كانت قصص قرآنية أو مستوحاة من حديث صحيح، فيتخذها المسلم على أنها دروس وجب الاستفادة والتعلم منها.
وخلال شهر رمضان، يقدم موقع “برلمان.كوم“، مجموعة من القصص التي اختارها بعناية لزواره، لما تتضمنه من حكم دينية مؤثرة، كما أنها وسيلة ترفيهية وتعليمية لغرس القيم والمبادئ الصحيحة والسليمة، التي تستقيم معها الحياة داخل المجتمعات العربية.
وفي هذا الإطار، اخترنا اليوم قصة “عوض الله“، والتي تدور أحداثها حول رجل متوسط الدخل، اشترى أضحية العيد، وبعدها طلب من صديق له بأن يوصلها إلى بيته، فأخطأ الرجل البيت وسلمها لجيران صاحبه، الذين كانوا يعانون الفقر وليس بإمكانهم شراء كبش عيد الأضحى، حيث فرحوا كثيرا، وبعد عودة الرجل صاحب الأضحية لبيته لم يلاحظ الفرحة بادية على وجوه أفراد عائلته، متسائلا عما إن تسلموا الأضحية من صديقه أم لا؟.
وبدأت زوجة صاحب الأضحية تربط خيوط قصة جارتها والكبش وما حصل لزوجها، وفضلت أن تروي له القصة كاملة لفك لغز الكبش الضائع، وسعد كثيرا بعد سماعه ذلك، وطلب منها بألا تخبر أحدا ووعدته بعدم البوح؛ وفي الصباح الباكر من اليوم التالي توجه الرجل إلى السوق لشراء أضحية العيد، إذ تفاجأ من تصرف التاجر الذي نجاه الله من حادث أليم هو وماشيته، حيث أعطاه أفضل ما لديه لقاء وجه الله سبحانه، واعتبرها هدية من الله ورزقا و”عوض منه”عما وقع له مع جاره.
ويمكن تصنيف هذا التصرف للرجل، على حد قول بعض العلماء الدين الذين رووا هذه القصة، في باب الطاعات التي يزداد بها الإنسان بهجة وسرورًا خاصة وأنها متعلقة بـ”الإحسان إلى الجار”، ورغم أن الأمر تطلب من الرجل ثمنا كبيرا، إلا أنه لم يحرم جاره من فرحته بل ترك الأمر لله، عكس ما يعيشه المرء اليوم وسط تخبطات وتقلبات الحياة التي أصبحت تسافر بالإنسان وتبعده عن الإخاء، والمحبة، والرضا عن النفس، وحسن الأخلاق.
ويرى آخرون أن هذا التصرف له دلالات وأبعاد ثقافية، واجتماعية محضة إلى جانب الدينية، والأخلاقية التي من شأن الإنسان أن يستفيد منها وتدفعه لمراجعة تصرفاته تجاه الآخرين.