من خلال سلسلة “رمضانيات عبر العالم” سيسافر موقع “برلمان.كوم” بقرائه في بلدان إسلامية وعربية خلال شهر رمضان الكريم للتعرف أكثر على العادات والتقاليد الخاصة بكل دولة.
رمضان “2021” يختلف هذه السنة عن بقية السنوات الماضية، حيث غيّر وباء “كورونا” الكثير من مظاهر الحياة بل جميع مظاهرها، ومع دخول شهر رمضان المبارك امتدت تأثيرات الوباء الشرس بطبيعة الحال للعادات الرمضانية.
سنتوقف في حلقة اليوم عند تقاليد الجارة الشرقية الجزائر، فعلى غرار باقي الدول الإسلامية، صام الجزائريون أول يوم من رمضان بعد أيام من التحضيرات، حيث لم تفوِت ربات البيوت الفرصة من أجل التحضير الجيد لهذا الشهر الفضيل، من خلال عدة تقاليد اعتادت عليها العائلات الجزائرية، من شراء للأواني الجديدة، وتصبير الخضر والفواكه الجافة وتنظيف البيوت.
ومن العادات الجزائرية، يتوجب على كل عائلة أن تشتري أواني منزلية جديدة، فحسبهم “لا يجب أن يتذكّر هذا الشهر أوانيهم القديمة”. ويتعامل الجزائريون مع رمضان كـ”إنسان” يعرف بـ”سيدنا رمضان”، ولا يدخل هذا الشّهر دون أن تقوم معظم الأسر الجزائرية في مختلف الولايات إلى إعادة صبغ منازلها بالأبيض، الذي يدل على الطهر، حيث يستحي الجزائريون من الشهر الفضيل، حسب تعبيرهم، “نعتقد أنه يجب أن نكرم الشّهر كي يكرمنا”.
واستعدادا منهن لاستقبال رمضان، تجتمع نساء العاصمة في الأحياء العريقة على الأسطح لتحضير ما يعرف بـ”راس الحانوت” أو ما يعرف في مناطق أخرى بـ”الفواح”، وهو خلطة توابل خاصة بالطبخ الجزائري، كما يحضّرن ما يعرف بـ”النّافخ”، وهو عبارة عن “فرن جمر يدوي” تجهزه النساء بأنفسهن.
يملأ “النّافخ” بالجمر لتطهى عليه الخضار للتحضير لما يعرف بـ”الحرور”، ويعرف في مناطق أخرى بـ”الحميص”، وفي مناطق ثالثة بـ”المدقوقة “.. والذي يعتبر أحد أبرز المقبلات بالمائدة الجزائرية.
كما تشتهر مناطق الشرق الجزائري بما يعرف بعادة “الوزيعة”، حيث يشترك سكان كل الحي لذبح عجول تقطّع وتُوزع على العائلات المحتاجة، حيث يخرج رجال المنطقة بعد صلاة الظهر لتقديمها لهم.
كما يعتبر “الحمام الجزائري” واحدا من التقاليد التي تسير عليها بعض العائلات، فحسب معتقداتهم “يجب الدخول لرمضان بطهر روحي وجسدي كبيرين”، إذ لا يكتفي الجزائريون بالاستحمام في منازلهم، بل يتوجّهون نحو الحمامات المعروفة في مختلف المناطق.