تمتاز دول العالم بعادات وتقاليد تختلف عن بعضها البعض، تبرز في شهر رمضان، سواء بمظاهر الاحتفال أو الاستعدادات لهذا الشهر الكريم، إلا أن رمضان لهذه السنة 1441 هجرية الموافق لـ2020 ميلادية عرف تغيرات عديدة، فجائحة كورونا جعلت بعض العادات واجتماع الناس أكبر خطر يهدد بعدوى الفيروس، لكن هذه العادات لازالت مؤرخة ومتداولة، لذا اختار موقع برلمان.كوم سرد بعضا من مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم بمجموعة من الدول الإسلامية قبل ظهور فيروس “كوفيد 19”.
عبر هذه السلسلة الرمضانية “رمضان من كل البلدان” يسافر “برلمان.كوم” بقرائه في بعض البلدان العربية للتعرف أكثر على العادات والتقاليد الخاصة بكل دولة إسلامية، حيث سنتوقف في حلقة اليوم عند تقاليد دولة “الصومال”.
يستقبل الصوماليون شهر رمضان الفضيل بالبهجة والسرور، فعندما يحل شهر الصيام تتحول العاصمة الصومالية مقديشو في ليل رمضان إلى بقعة من النور، تلف أرجاءها أساور من المصابيح الكهربائية التي تكسو واجهات المنازل والمحلات التجارية ومآذن المساجد والساحات العامة، حيث أن مسألة تزيين الشوارع والمنازل بالإنارة عادة اجتماعية ويُنظر إلى غير المهتمين بها على أنهم خارجون عن الذوق العام.
وتشتهر العاصمة مقديشو، بكثرة مآذنها ومساجدها التي يتفنن الصوماليون في بنائها بمختلف الطرز المعمارية المغربية والفارسية والقوقازية، وهناك مقولة تاريخية شائعة تقول بأنه “لو تم توزيع جميع سكان مقديشو على المساجد الموجودة في المدينة لأصبحت بعض المساجد خالية” وذلك في إشارة إلى كثرة عددها.
ومن عادات الصوماليين، تظل أبواب المنازل الميسورة مفتوحة وقت رفع أذان المغرب حتى صلاة العشاء، لاستقبال الصائمين من المحتاجين، وتنتشر موائد الإفطار لإطعام الفقراء على غرار ما هو موجود بالعديد من البلدان العربية، فعند رفع أذان المغرب يتناول الصائمون طبقا صغيرا من التمر مع الماء، ثم يقومون لأداء صلاة المغرب وبعدها توضع مائدة الإفطار المكونة في أغلب الأحيان من السانبوسة والموز وشراب السمسم والحبحب وطبق صغير من المكرونة وقطع من لحم الغنم، فيما تتكون وجبة السحور من العصيدة (طحين الذرة مع حليب الإبل).
ويشغل الشباب الصومالي نهارهم وليلهم خلال شهر رمضان، بممارسة العديد من الأنشطة الرياضية، مثل كرة القدم والسباحة، حيث يهرعون إلى الشواطئ الرملية على المحيط الهندي الذي يحيط مقديشو من ثلاث جهات، وهناك يسبقهم “الحكواتي” الذي يضفي على المكان لمسة ساحرة، حيث يتحلق حوله الصغار والكبار للاستماع إلى قصص الأنبياء والصحابة والتابعين والأولياء الصالحين.
كما يحرص الصوماليون على أداء صلوات التراويح التي تتكون من 20 ركعة إضافة إلى 11 ركعة وترا؛ وذلك وفقا للمذهب الشافعي المتبع في الصومال، حيث تكتظ مساجد المدينة بالمصلين.
ولأن الشهر هو شهر القرآن يداوم الصوماليون على قراءة القرآن الكريم في ليالي رمضان بالطريقة التقليدية الصومالية المعروفة بـ “سُبَع صوم” وهي عبارة عن قيام مجموعة من طلبة العلم الشرعي بتلاوة القرآن الواحد تلو الآخر على مدى 3 ساعات كل ليلة، وتقوم الأسرة التي تستضيفهم بذبح شاة أو بهيمة لهم.