تعد عملية “شعلة” محطة تاريخية لا تنسى في ذاكرة المغاربة، الذين اعتبروا نزول الأمريكيين في شواطئ المغرب حدثا تاريخيا نقش ذاكرتهم، وبهذا الصدد يقول رشيد دوناس الباحث المغربي المتخصص في التاريخ المعاصر إن ” دخول القوات الأمريكية إلى المغرب شكل منعطفا مهما في تاريخه المعاصر ”
وأشار دوناس أن ” عملية النزول بدأت النزول الأمريكي على الشواطئ المغربية بتاريخ 8 نونبر من سنة 1942 واستمرت العملية لمدة ثلاثة أيام، وانطلقت اولا من شاطئ المهدية غير بعيد عن مدينة القنيطرة التي كانت تسمى ب”بور ليوطي”… ثم بعد ذلك تمت عمليات إنزال أخرى في جنوب المغرب…. وتميزت من الناحية التقنية بالارتجال إلا أن أثرها الدعائي سياسيا كان قويا. ”
وأوضح دوناس أن ” دخول القوات الأمريكية إلى مجموعة من المدن المغربية شكل منعطفا مهما في تاريخ المغرب المعاصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، حيت دخل إلى المغرب فاعل أجنبي آخر سيحدث تغييرا مهما فيؤر قواعد اللعبة التي ارتها الدولة الحامية – فرنسا.”
وتابع دوناس حديثه بالقول “إنه من الجدير بالذكر في هذا الصدد التأكيد على أن سلطات الحماية عبرت عن مخاوفها من أن تدفع العمليات العسكرية بالولايات المتحدة الأمريكية إلى احتلال مواقع استراتيجية في المغرب قصد استعمالها قواعدا أمامية للزحف على أوربا من أجل حصار دول المحور من الجنوب”.
وأضاف دوناس أن” للحضور أمريكي أثر مهم على نظرة ” الأهالي” عموما والنخب خاصة للوجود الفرنسي ومظاهره السياسية والاقتصادية والعسكرية والفكرية، واللافت ان الجماعات اليهودية المغربية اعربت صراحة عن فرحها لهذا الحدث، بعد الرعب الذي عاشته بسبب قوانين فيشي العنصرية التي حاولت حكومة بيتان تطبيقها بعد انهزام فرنسا أمام القوات الألمانية”.
يذكر أن عملية شعلة تعود للاتحاد السوفيتي عام 1942 الذي ضغط على كل من بريطانيا والولايات المتحدة لبدأ عملية عسكرية ضد ألمانيا النازية وفتح جبهة ثانية عليهم في أوروبا لتخفيف الضغط على الاتحاد السوفيتي، بل أكثر من ذلك هي حدث غير من المسار الجيوسياسية للمغرب.