قال الطيب حمضي، طبيب وبحث في السياسات والنظم الصحية، إن “الإنفلونزا الموسمية هي مرض ناتج عن الإصابة بفيروسات الإنفلونزا وتصيب أساسا الجهاز التنفسي. قد تكون أعراضها خفيفة أو شديدة: ارتفاع درجة حرارة أكثر من 38 درجة مئوية، قشعريرة وتعرق، سعال جاف مستمر، تعب وإرهاق، سيلان الأنف، التهاب الحلق، ألم في العضلات”.
وأضاف الطيب الحمضي، في تصريح لموقع “برلمان.كوم″، “تشفى الإنفلونزا في الغالب عند الشباب الأصحاء بعد أسبوع أو إثنين من المرض، لكن الخطورة تكمن عند بعض الفئات ممن سنهم فوق الستين، وجود الأمراض المزمنة، ضعف الجهاز المناعي، النساء الحوامل والسمنة”، مشيراً إلى أنه “قد تتطور الإصابة إلى حالات خطيرة ووفيات، حيث تصيب الإنفلونزا سنويا مليار إنسان عبر العالم مع 3 إلى 5 ملايين حالة خطرة ووفاة ما بين 300 و650 ألف مصاب سنويا”.
وتابع الطيب حمضي أن “المضاعفات تصيب الجهاز التنفسي والقلب والجهاز العصبي وغيرها من الأعضاء، مع تشابه بسيط في الأعراض، تكون الأخيرة أكثر حدة في حالة الإنفلونزا كما أن الفيروسات المسببة للحالتين مختلفة”، مؤكداً على أن “أعراض نزلة البرد تشمل الصداع، وسيلان أو انسداد في الأنف دون حرارة مفرطة وإرهاق كبير وسعال، ولا تشكل خطرا على صحة وحياة المصاب على عكس الإنفلونزا”.
وأشار إلى أن “أهم عناصر الوقاية هو الحرص على أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية بشكل سنوي، بجانب غسل اليدين جيدًا وبانتظام بالماء والصابون، وتجنب الاتصال المباشر مع الشخص المصاب ومشاركته الأدوات”.
وقال الخبير “المضادات الحيوية لا تعالج الإنفلونزا لأن المرض فيروسي، ويكون العلاج عادة هو الراحة وشرب الكثير من السوائل فقط، ومضادات الألم والحرارة. وعند الفئات الهشة قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروس قبل مرور 72 ساعة على ظهور الأعراض”، موضحا بالقول “يساهم أخذ لقاح الإنفلونزا مرة واحدة سنوياً في تقليل احتمالية الإصابة بالمرض ونقل العدوى للآخرين مما يقلل من احتمال انتشار العدوى في المجتمع”.
ويحمي اللقاح ضد الإنفلونزا الموسمية من 50 إلى 90 في المائة ضد الإصابة حسب شراسة السلالة والوضعية المناعية للأشخاص وسنهم. ويحمي التلقيح الأشخاص المسننين ضد الحالات الخطرة بالمستشفيات بنسبة تتراوح بين 30 و80 في المائة ويقلل الوفيات عندهم بنسبة 50 إلى 80 في المائة” يقول المتحدث، لافتا إلى أنه “منذ ثلاث سنوات دخلت نسخ جديدة رباعية الصيدليات المغربية وهي تحمي ضد أربع سلالات من الفيروسات عوض ثلاثة سابقا”.
وتابع “جميع الأشخاص ابتداءً من عمر 6 أشهر يمكنهم الاستفادة من اللقاح مهما كان سنهم ووضعيتهم الصحية. إذ أظهرت الدراسات أهمية أخذ اللقاح وتجنب الإصابة والمرض حتى بالنسبة للأطفال والشباب الأصحاء. لكن بعض الفئات لها أولوية قصوى باعتبارهم أكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة: النساء الحوامل، جميع البالغين من عمر 65 عاماً فما فوق، الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً والذين يعانون من الأمراض المزمنة كأمراض القلب والضغط الدموي والسكري والسمنة وامراض الكلي والربو، او الامراض الخطيرة”.
وخلص حمضي حديثه قائلا: “ينصح بتلقيح المهنيين الصحيين حتى لا ينقلوا الفيروس لمرضاهم وحتى لا يتغيبوا هم أنفسهم عن العمل في وقت تكون المنظومات الصحية في أمس الحاجة لخدماتهم بالإضافة لحماية أنفسهم وحماية عائلاتهم”.