بات المغرب ينسج دينامية إيجابية في علاقاته الثنائية مع جمهورية الصين الشعبية منذ التوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية من طرف الملك محمد السادس والرئيس شي جين بينغ، بمناسبة الزيارة الملكية إلى بكين سنة 2016.
في الوقت ذاته؛ عرفت الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن، خلال السنوات الأخيرة، وتحت قيادة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي جو بايدن، تطورا قويا، يشهد على تحالف عريق، متين ودائم التجدد.
وما بين هاتين الشراكتين القويتين؛ بات المغرب بمثابة نقطة التقاء بين القطبين الأمريكي والصيني اللذين يشكلان أكبر متنافسين على مقعد القطب العالمي.
وارتباطا بذلك، أوضح المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، حسن بلوان، في حديث لـ”برلمان.كوم”، أن “أهم ما يميز الدبلوماسية المغربية هو مبدأ تنويع الشركاء مع الحفاظ على الشركاء التقليديين”.
وأبرز بلوان أنه “منذ سنوات والسياسة الخارجية المغربية تقوم على الانفتاح على قوى دولية مؤثرة على مستوى الشرق لكن ذلك دون أن يكون على حساب مواقفها أو علاقاتها مع الدول التقليدية خاصة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية”.
واعتبر الخبير السياسي أن “المغرب استطاع بحنكة الملك محمد السادس أن يفتح علاقات مع كل من روسيا والصين لكن في نفس الوقت أن يحافظ على علاقات قوية مع الدول الأوروبية المؤثرة وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأضاف قائلا: “بل أكثر من ذلك استطاعت الواقعية السياسية التي تنهجها الدبلوماسية المغربية أن تنفتح أيضا على قوى إقليمية داخل الفضاء المتوسطي، سواء كانت تركيا أو مجموعة من الدول الأخرى التي تؤثر في هذا الفضاء”.
وأكد أن “الدبلوماسية المغربية استطاعت أن تخلق توازنا كبيرا في علاقاتها مع كل من الصين- باعتبارها قوة اقتصادية صاعدة أو كبرى- ومع الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية الأولى في العالم والمهيمنة لعقود”.
ومن جهة أخرى؛ بين بلوان “أن الموقع الاستراتيجي والجيو-استراتيجي للمملكة المغربية مكنها من أن تجمع بين النقيضين الصيني والأمريكي، سواء على مستوى الاستثمارات وكذلك على مستوى الأسواق داخل المملكة وفي المحيط الإقليمي”.
وأشار ذات الخبير إلى أن “الولايات المتحدة الأمريكية والصين اقتنعتا بأن المغرب يشكل حلقة وصل بين الشرق والغرب. وكذلك بين الجنوب والشمال، خاصة بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي.”.
وتابع: “ناهيك عن اقتناع البلدين بأن المغرب هو البوابة الحصرية للدخول إلى السوق الإفريقية الواعدة وما تزخر به من موارد طبيعية وبشرية”.
وأشار بلوان إلى أن “المغرب هو منصة ضرورية لجميع البرامج والطرق التجارية التي يسعى الطرفان لإقامتها في العالم، سواء طريق الحرير أو الطريق الواعد الذي تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية أو ما تسميه بالعالم الجديد”.