الأخبارمجتمعمستجدات

حينما صلى المغاربة عشر صلوات دون الإغتسال من الجنابة

الخط :
إستمع للمقال

أفطروا رمضان لصيام رجب، قتلوا السارق وأنكروا فريضة الحج، وحرموا أكل والبيض والدجاج، أباحوا تعدّد الزوجات بلا حد والطلاق والمراجعة بلا حد، حسب شهوة الرجل، واتبعوا قرآنا مختلفا ناطقا بالأمازيغية، كما صلوا عشر صلاة دون حتى الإغتسال من الجنابة… كلها شعائر اتبعها مغاربة الدولة البورغواطية لأكثر من أربع مائة سنة، قبل وصولا المرابطين.

صلاة البرغواطيين والتي حرم الإعلانلها بالآذان، كانت من بين الشعائر الغريبة التي وسمت دين صالح بن طريف، الذي ادعى النبوة وزعم تقليه قرآنا باللغة البربرية .وانه يوحى اليه في كل خطبة واقواله ومن شك في ذلك فهو كافر، حيث كان متبعوا الديانة البرغواطية، يتبعون عشر صلوات؛ خمس منها نهارا وخمس أخرى ليلا، خلت بعضها من السجود، وكانوا يبدؤون الصلاة بوضع يد على أخرى وقول “ابتستمن ياكش” والتي تعني باسم الله، ليقرؤوا بعدها نصف قرآنهم في الوقوف والنصف في الركوع.

هذا وكان البرغواطيون صلون صلاة الجمعة يوم الخميس وقت الضحي، دون الإغتسال من الجنابة إلا إذا كانت من حرام، كما شرع لهم في الوضوع غسل السرة والخاصرتين والرجل ختى الركبتين ومسح القفا فقط.

ويذكر أن الدولة البرغواطية أو كما كانت تلقب ب”الإمبراطورية الأولى”، هي إمارة أمازيغية نشأت في القرون الوسطى على الساحل الأطلسي للمغرب، وضمت الإمارة إتحادا من مجموعة من قبائل مصمودة. بعد فشل التحالف مع مُتمردي الخوارج الصفريين في المغرب ضد العباسيين، استقرت في المنطقة بين آسفي و سلا، بين العامين 744 و 1058، ارتبط قيامها في تلك البقعة النائية بعقائدَ غريبة ومتطرّفة شدت اهتمام الباحثين والمؤرخين من مشارق الأرض ومغاربها وجعلت برغواطة مثار مناقشات عديدة، فمنهم من اعتبرها دولة خارجة عن تعاليم الإسلام إلى حد أن الكثيرين منهم وصموها بالهرطقة والوثنية، بينما تصدت فئة قليلة منهم للدفاع عنها وعن عقيدتها وعن نسبتها إلى الإسلام.

دين “غريب” اشتهرت به الدولة البرغواطية، فبعد اعتناق قبائل مصمودة الإسلام في بداية القرن الثامن وانتفاضة ميسرة (739 742)، حيث أقام أمازيغ بورغواطة دولتهم على الساحل الأطلسي بين آسفي وسلا، واتبعوا معتقدات دينية مستوحاة من الإسلام بتأثير من اليهودية، مع بعض العناصر الدينية السنية والشيعية من الخوارج، اختلطت مع الإسلام تقاليد وثنية ذات علاقة بالتنجيم. ويرجع بعض المؤرخين أن يكون لهم “قرآن أمازيغي” يضم 80 سورة، عملوا به تحت قيادة الحاكم الثاني من سلالة صالح بن طريف الذين شاركوا في انتفاضة ميسرة، ليعلن نفسه نبيا، ويعدي أنه المهدي المنتظر، وأنه سيُرافق عيسى في النبوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى