الأخبارسياسةمستجدات

حكومة البلوكاج : 72 يوما مرت على تعيين ابن كيران ولا شيء حتى الآن يلوح في الأفق.. ! (تحليل)  

الخط :
إستمع للمقال

مرت حتى الآن 72 يوما على استقبال الملك محمد السادس لعبد الاله ابن كيران، أمين عام العدالة والتنمية (10 أكتوبر)، وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، دون أن تلوح في الأفق حتى الآن أية مؤشرات عن قرب الإعلان عن هذه الحكومة، التي أصبحت جل المصالح والمؤسسات والاستحقاقات في البلاد معطلة بسبب تأخر تشكيلها.

شهران ونصف من المناورات والمفاوضات واللقاءات السرية منها والعلنية، لم تكن كافية أمام ابن كيران ومحاوريه من قادة الأحزاب السياسية، لكي يزفوا إلى الرأي العام عن المولود الجديد الذي طال انتظاره، في ظل ظرفية دقيقة تمر بها البلاد، مع قرب توديع سنة منتهية باستحقاقاتها واستقبال سنة جديدة بمتطلباتها واكراهاتها.

وبعد فترة من التسخين والتصريحات المتفائلة من قبل رئيس الحكومة المكلف وصحبه، بدأ الحديث عن “البلوكاج” ، وصارت شيئا فشيئا تنكشف، عبر وسائل الاعلام، المواقف الحقيقة والتسريبات المتضمنة لشروط هذا الحزب ومتطلبات الآخر ، كلها تصب في ترضية الأطراف المختلة وتحقيق المصالح والامتيازات الشخصية والفئوية، بعيدا عن البرامج أو المشاريع. وكل ما يطلقونه من تصريحات رنانة تبقى مجرد كلام موجه للاستهلاك لا علالقة له في واقع الأمر بالمصلحة العليا للوطن وخدمة المواطنين .

بعد مرور شهر كامل سمع خلاله المغاربة “جعجعة ولم يروا طحينا”، مدة أهدرها ابن كيران ومحاوروه في التلكؤ والشد والجذب بدون نتيجة، جاءت إشارات واضحة وقوية من الملك ، تضمنها الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة يوم 6 نوفمبر، ينبه فيها رئيس الحكومة المعين وباقي الفرقاء السياسيين ، خاصة منهم المنخرطين في مشاورات تشكيل الحكومة، إلى المعايير التي يجب أن تشكل على أساسها الحكومة المقبلة، حتى تكون قادرة على معالجة ما ينتظر المغرب من ملفات وقضايا حارقة في الداخل والخارج.

قال الملك في هذا السياق ،”إن المغرب يحتاج لحكومة جادة ومسؤولة”، حكومة “لا ينبغي أن تكون مسألة حسابية، تتعلق بإرضاء رغبات أحزاب سياسية، وتكوين أغلبية عددية، وكأن الأمر يتعلق بتقسيم غنيمة انتخابية”.

وأضاف أن الحكومة هي “برنامج واضح، وأولويات محددة، للقضايا الداخلية والخارجية (…) قادرة على تجاوز الصعوبات التي خلفتها السنوات الماضية في ما يخص الوفاء بالتزامات المغرب مع شركائه”.

لكن، يبدوا أنه، لا رئيس الحكومة المعين، ولا باقي الفرقاء السياسيين، استوعبوا الإشارات الملكية، فبقي التماطل والتملص من المسؤوليات والهروب إلى الأمام هو سيد الموقف، بل انتقلوا إلى تبادل الاتهامات والتراشق عبر وسائل الاعلام ، كل جهة تحمل الجهة الأخرى المسؤولية عن الفشل في تشكيل الحكومة.

ابن كيران بعد عجزه عن إيجاد أرضية مشتركة ومقبولة يطرحها للأحزاب المرشحة لتشكيل الأغلبية الحكومية، انتقل إلى ممارسة موهبته في الدهاء والمناورات، مرة باتهام أطراف بالوقوف وراء”البلوكاج” الحاصل في عملية تشكيل حكومته ، وأخرى بالتهديد بالعودة إلى الملك ليطلعه على فشله في تشكيل الحكومة، ومرة ثالثة بالتلويح بالذهاب إلى انتخابات جديدة سابقة لأوانها ، على أمل حصوله على أغلبية مريحة تمكنه في تشكيل الحكومة على مزاجه.

والواقع ، أن المحللين والمتتبعين للشأن السياسي المغربي، أصبحوا عاجزين عن التوصيف السياسي الدقيق لحالة “السكيزوفرينيا السياسية”، التي أصابت الطبقة السياسية المغربية وما تنتجه من ممارسات أوصلت البلاد إلى حالة الجمود والمأزق الذي حال دون تشكيل الحكومة .

في ظل هذه الأوضاع ، أصبح المغاربة يشعرون بنوع من اليأس والإحباط جراء ممارسات قادتهم السياسيين وأصبح جزء كبير منهم يكفر بالانتخابات وبالديمقراطية كما يفهمها هؤلاء السياسيون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى