يبدو أن “الزعيم” المنتهي سياسيا عبد الإله بنكيران الطامع تنظيميا في ولاية ثالثة، على رأس حزبه المتصارع داخليا، وجد ظالته في مواضع جسد الزفزافي الظاهرة في الفيديو الأخير، ليعود من خلالها إلى واجهة الأحداث في الحسيمة ويزاحم المتزاحمين.
بنكيران الذي أخذ على عاتقه مؤخرا مهنة فقيه الجنائز، وواعظ الموت فوق المقابر، متنقلا بين جنازة هنا وهناك، يحذر الناس من فتن الدنيا، وأهوال الآخرة، علق في إحدى خرجاته من بين وسط أتباعه، على الفيديو المسرب للزفزافي المعتقل، بالقول إنه “غير معقول”.
تعليق بنكيران الفقيه بعبارتي “غير معقول”،على شاكلة حكماء القبائل -وهو الذي يوشك على ترك السياسة كرها- عن موقفه من الفيديو، فيما يشبه مراوغة منه للولوج إلى قلوب المتعاطفين مع الحسيمة، يطرح التساؤلات عن المعقول وغير المعقول في فكر الرجل.
فهل معقول يا بنكيران وكلامك عن الحسيمة مازال لم ينسى حين قلت أنك لا تعرفها أين توجد؟ وهل معقول أن يحملك مستشار ملكي أسباب الأزمة القائمة في الحسيمة لسوء تدبير مرحلتك الحكومية، وتبقى صامتا مطبق الشفاه؟ وهل معقول منك أن تسمح لموقع حزبك بالتحامل على الدولة من خلال مقالات مشبوهة وصبيانية؟
ثم إذا ما حاولنا أن نسألك عن العقل وبالعقل، كيف تعتبر معقولا استماتتك في وجه أخيك رئيس الحكومة الحالي العثماني، ووضع الأحجار في طريقه لإسقاط تجربته؟ ثم هل من المعقول أن يمارس قياديو حزبك -المبايعون لك- مهام في الدولة، ثم ينقلبوا لانتقادها وتجريحها، في نفس الوقت بعباءة حرفة حقوق الإنسان والتضامن؟!
حقا إنه من غير المعقول اليوم أن تأبى إلا الاستمرار في مراوغاتك الفارغة من المعنى، ثم من غير المعقول أن تصر على ممارسة السياسية بعدما زهد فيك الجميع وفي شعبويتك التي لم تفدنا يوما في شيء.
