سلطت الصحيفة الفرنسية “جون أفريك”، اليوم الجمعة، الضوء على العلاقات بين المغرب والإمارات العربية المتحدة، مستعرضة في ذلك أبرز المحطات التاريخية التي سبقت وواكبت تأسيس دولة الإمارات- ودول الخليج- والسياقات التي تخللتها. استعراض أبرزت من خلاله مدى التقارب والروابط التي تجمع المغرب ودولة الإمارات رغم اختلاف الامتداد التاريخي والحضاري.
وأشارت الصحيفة، في مقال لها بعنوان: “المغرب-الإمارات العربية المتحدة: قصة صداقة بين الممالك العربية”، أنه “في دجنبر 2023؛ وقع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك محمد السادس سلسلة من اتفاقيات التعاون. وهو مثال جديد على القرب التاريخي الذي يجمع البلدين..”.
وأوضح كاتب المقال أنه أنه رغم اختلاف العمق والامتداد التاريخي بين المملكة المغربية، التي تجر خلفها حضارة طويلة تمتد لقرون، ودول الخليج، التي يعود تأسيسها إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ إلا أن هذه الدول تشترك- معظمها- في النظام السياسي الملكي وحافظت على روابط قوية.
وبعد ذلك؛ خاضت “جون أفريك” في استعراض المراحل التاريخية لدولة الإمارات- ودول الخليج عموما- وعلاقاتها بشمال إفريقيا، بدءا من عهد السومريين فانتشار الإسلام الذي توطدت بعده العلاقات التجارية بين منطقة الخليج وشمال إفريقيا، مرورا بمرحلة الاستعمار الغربي لمنطقة الخليج وصولا إلى تأسيس الكيانات العربية بالمنطقة بعد الحرب العالمية الثانية.
وأضافت الصحيفة أنه “بعد مرور عشر سنوات على استقلالها؛ أنشأت دول الخليج مجلس التعاون الخليجي. ويبدو أن حدثين قد سرّعا هذا التعاون الجيوستراتيجي: ثورة آيات الله في إيران عام 1979، واندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980. وفي هذا السياق يأتي هذا التحالف الإقليمي الوجود”.
وارتباطا بتوطيد العلاقات المغربية-الإماراتية؛ أشارت “جون أفريك” إلى أنه “في عام 2023، خلال اجتماع للجنة الـ24 الخاصة- المسؤولة منذ عام 1961 في الأمم المتحدة عن تصفية الاستعمار في العالم- أعادت دول الخليج التأكيد على الطبيعة المغربية للصحراء”.
وتابعت: “لا بد من القول إنه بالإضافة إلى المصالح أو القيم المشتركة، هناك أيضًا روابط شخصية. أقام الملك الحسن الثاني والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان علاقات شخصية وثيقة منذ السبعينيات، ودرس الرئيس الحالي لدولة الإمارات، محمد بن زايد، في الكلية الملكية بالرباط، إلى جانب الملك محمد السادس (الذي كان ولي العهد حينها)”.