في خضم الحراك الشعبي الذي تعرفهُ مدينة جرادة، إثر وفاة شقيقين طمراً داخل بئر لاستخراج الفحم الحجري، خرجَ عبد النبي البعيوي رئيس مجلس جهة الشرق، مهدِّدا بتقديم استقالته من ذات المنصب، وذلك وسَط احتجاجات ومشادات بينه وبين المحتجين الذين رفضوا السماح له بإلقاء الكلمة.
وشنَّت ساكنة مدينة جرادة هجوماً عنيفاً على قيادي “الجرار”، متهمة إياه بـ”الكذب وبيع الأوهام”، قبل أن يرد بغضب شديد: “أنا ابن الشعب أنا معكم لا تهنوني بهذه الطريقة وأنا لدي الشجاعة لأنني أتواجد هنا وسطكم”.
وقطعَ رئيس الجهة الشرقية عبد النبي البعيوي، المنتمي لحزب “الأصالة والمعاصرة”، وعداً من فوق دراجة ثلاثية العجلات، بأن وفدا وزاريا سيحلُّ في أقرب وقت ممكن بمدينة جرادة للاستماع إلى مشاكل ومطالب الساكنة، مضيفاً بالقول: “يْلا ماجاشْ هادْ الوفد يسمع ليكم أنا غادي نمشي بحالي ونحطْ الاستقالة ديالي”.
وذكر مصدر مطلع لـ”برلمان.كوم“، أن عبد النبي البعيوي حضر إلى مقر مجلس الجهة الشرقية منذ يوم الجمعة المنصرم، مشيرا ذات المصدر، أنه تلقى تعليمات من قيادة حزب “الأصالة والمعاصرة” بعدم الرد على الهاتف والتزام الصمت فيما يقع بمدينة جرادة، التي رفض المحتجون بها دفن جثمان الشقيقين اللذين توفيا في حادث عرضي داخل بئر للفحم.
https://www.youtube.com/watch?v=p0OHKbNKt0Q
وكانت مدينة جرادة قد شهدت، عقب استخراج جثتي شابين من داخل بئر عميقة للفحم، احتجاج المئات من المواطنين في مسيرة صوب مقر العمالة، رافعين شعارات منددة بما تعيشه المنطقة من ركود اقتصادي واجتماعي.
وقد استغرقت عملية استخراج جثتي شقيقين يبلغان من العمر 30 سنة و22 سنة ما يزيد عن 36 ساعة، حيث تطلب الأمر جهدا أكبر منذ الجمعة إلى غاية مساء السبت، بفضل مجهودات مواطنين غامروا بأنفسهم من أجل انتشال الضحيتين.