الأخبارمجتمعمستجدات

تفشي ظاهرة الانتحار.. طبيب نفساني لـ”برلمان.كوم”: الاكتئاب يشكل السبب الأول للانتحار

الخط :
إستمع للمقال

يلاحظ في الآونة الأخيرة تسجيل حوادث انتحار متكررة في المغرب. حوادث بدأت تظهر أكثر منذ جائحة كورونا التي غيرت معالم حياتية عدة وخلفت تبعات كثيرة لدى العديد عبر العالم.

وارتباطا بذلك؛ يوضح البروفيسور عمر بطاس، طبيب نفساني وأستاذ بكلية الطب بالدار البيضاء، في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، أن “الصحة النفسية للمواطنين هي بحاجة لمتابعة خاصة بعد فترة جائحة كورونا”.

وأضاف أن الجائحة “بينت بشكل كبير أهمية الصحة النفسية والحاجة إليها، حتى أن الأمم المتحدة أطلقت شعارات حينها بأنه لا صحة بلا صحة نفسية”.

وأبرز بطاس أن “جائحة كوفيد-19 أظهرت شيئين أساسيين: الأول وهو إيجابي، بحيث بينت وأكدت للمواطنين الحاجة للصحة النفسية وأهميتها”.

فيما كان الشيء الثاني، حسب الطبيب النفسي، “سلبيا، إذ سببت هذه الفترة انجرافا للصحة النفسية للمواطنين بسبب ظروف الأزمة الصحية والحجر الصحي..”.

وأكد البروفيسور أن فترة الوباء، شهدت تسجيل عدد من الاضطرابات النفسية لدى المواطنين، “خصوصا بالنسبة للقلق النفسي والاكتئاب واضطرابات النوم.. هذه العوارض الثلاثة عرفت نوعا ما شيئا من الارتفاع”. مضيفا: “لاحظنا أنه في فترة كورونا، ارتفع حتى الطلب على المواكبة والعلاج النفساني”.

وردا على سؤال مدى انتشار حالات الانتحار في المغرب في الآونة الأخيرة؛ قال بطاس: “علميا لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال لأنه تلزمنا أرقام. لا يمكننا القول إنه لدينا ظاهرة أو هناك انتشارا للانتحار دون أرقام مؤكدة”.

وأكد البروفيسور أنه “يصعب أن أجزم ما إن كان هناك ارتفاع في الأرقام، لكن ما أستطيع قوله، وهذه ملاحظة تمت دراستها منذ سنوات، هو أنه عندما يرتفع الاكتئاب يرتفع الانتحار، لأنه هنالك علاقة متوازية بين الأمرين”.

وبالأرقام؛ أوضح الطبيب النفسي أن “ما بين 70 إلى 75 في المائة تقريبا- وهناك من الدراسات من ترفع النسبة حتى إلى 80 في مائة- من الناس الذين ينتحرون أو يحاولون الانتحار، يكون لديهم اضطراب نفسي”.

وأضاف أن “الاكتئاب يأتي في المرتبة الأولى ضمن هذه الاضطرابات (خاصة الحاد منه)، إذ يمكن القول إنه يطعم الانتحار، والمرض الآخر المؤدي إلى الانتحار بعده هو الفصام أو المعروف بالسكيزوفرينيا، بمعدل ما بين 5 إلى 10 في المائة”.

ومن جهة أخرى؛ أشار الدكتور بطاس إلى أن “الناس بدؤوا يربطون الانتحار بالاضطرابات النفسية وباتوا يبوحون بذلك. وبالتالي صار هناك اهتمام سواء إعلامي أو من طرف السلطات بالظاهرة، وهذا كله سلط الأضواء على هذه المسألة”.

ومن ناحية أخرى؛ أكد البروفيسور عمر بطاس، أن “الظروف الاجتماعية تدخل في عوامل هذه الظاهرة، لأن الإنسان هو اجتماعي بطبعه. ونلاحظ أنه عندما تكون الظروف والروابط الاجتماعية فيها نوع من الهشاشة فإنها تشكل تربة خصبة لظهور اضطرابات نفسية”.

وأبرز الخبير النفسي، أنه “بالفعل إذا كان لدى الشخص اكتئاب ويعيش ظروفا اجتماعية صعبة وعزلة ومشاكل عائلية واجتماعية واقتصادية وثقافية.. فهذا يجعل المريض طعما سهلا للاكتئاب ويتجه بسهولة للانتحار”.

وعن سبب ارتفاع احتمال الانتحار في حالات الإصابة بالاكتئاب، يوضح الخبير النفسي، أنه “يكمن في كون الاكتئاب يجعل المريض ينظر لكل الأشياء ومحيطه وحياته بصورة ظلامية سلبية”.

وسطر على أن “الاكتئاب يستطيع أن يؤثر على منطق الإنسان، فيصبح لديه منطق اكتئابي كما نسميه، ويصير يفكر في ماضيه بكل ظلامية فيتذكر النقط السلبية فقط في حياته، ولا ينظر للإيجابية ويصير يتوقف عند أخطائه، ويرى نفسه بأنه لم يحقق شيئا في حياته، ويحمل نفسه المسؤولية عن كل المشاكل العائلية في عائلته ومحيطه”.

وشدد البروفيسور على كون “هذا المنطق الاكتئابي عندما يكثر ويحاصر المريض يصير تربة خصبة للخلاص الوحيد الذي هو الموت”. مؤكدا على أن “مريض الاكتئاب يرى الموت على أنه الحل الوحيد والسبيل الأوحد نحو الخلاص من مشاكل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى