اخبار المغربسياسةمستجدات

تعليق بنما الاعتراف بما يسمى “جمهورية البوليساريو” الانفصالية.. تحول دبلوماسي يعكس انهيار سردية الانفصال

الخط :
إستمع للمقال

في خطوة دبلوماسية تعكس تحولا جذريا في مواقف بعد الدول التي كانت تدعم مرتزقة البوليساريو، تجاه قضية الصحراء المغربية، أعلنت دولة بنما تعليق اعترافها بما يسمى “جمهورية البوليساريو” الانفصالية، لتضيف بذلك صفحة جديدة إلى سلسلة النجاحات التي يحققها المغرب في تعزيز شرعية موقفه وسيادته على أقاليمه الجنوبية.

هذا القرار يُبرز نهاية السردية المشروخة للانفصال التي روجت لها أطراف مدفوعة بأجندات إيديولوجية قديمة لم تعد تنسجم مع التحولات الجيوسياسية الحالية، في المقابل، تشهد مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تأييدا متزايدا واعترافا واسعا من قبل الدول الكبرى، ما يعزز مكانتها كحل واقعي ومستدام يحظى باحترام المجتمع الدولي، ويدفع نحو تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

الحسين كنون، محلل سياسي دولي، أكد ضمن في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، أن قرار بنما تعليق اعترافها بما يسمى “جمهورية البوليساريو” يعكس نهاية مرحلة من الأيديولوجيات الموروثة عن الحرب الباردة، التي كانت تستند إلى شعارات جوفاء مثل التحرر وتقرير المصير، دون اعتبار للواقع الجيوسياسي والمصالح الاقتصادية التي باتت تحكم العلاقات الدولية اليوم.

كنون أشار إلى أن دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، التي كانت تعتمد هذه السردية الانفصالية، بدأت في مراجعة مواقفها تماشيا مع المتغيرات العالمية، موضحا أن المغرب، من خلال مبادراته الدبلوماسية، مثل “مبادرة الأطلسي” التي تركز على الشراكة الاقتصادية بين دول الساحل والصحراء ودول الأمريكتين، أصبح يشكل جسرا استراتيجيا يربط بين القارتين عبر ممرات بحرية دولية، وهذا النهج يعزز دور المغرب كحلقة وصل رئيسية في التجارة العالمية وكمحور للاستثمار، خصوصاً في ظل تحوله نحو الطاقات المتجددة والبديلة.

وأوضح كنون أن بنما، بقرارها هذا، صححت خطأ تاريخيا، إذ إن اعترافها بالبوليساريو كان نتيجة ضغوط الجزائر التي استغلت مواردها النفطية لفرض هذا الموقف، ومع التحول العالمي نحو الطاقات النظيفة وتراجع أهمية الطاقات التقليدية، أصبحت مصالح بنما الاقتصادية مرتبطة بشكل وثيق مع المغرب.

وأكد أن المغرب يُعتبر بوابة مرنة وسليمة للولوج إلى إفريقيا، وهو ما يدفع الدول الباحثة عن شراكات اقتصادية حقيقية لإعادة صياغة سياساتها الخارجية، بما في ذلك إنهاء دعمها للكيانات الوهمية مثل البوليساريو.

وقرار بنما يضيف ذات المحلل، يأتي في وقت تزداد فيه الاعترافات الدولية بمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل واقعي ومستدام لقضية الصحراء المغربية، فقد عبرت العديد من الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، عن دعمها الصريح لهذا المقترح، باعتباره يعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة.

ويرى كنون أن هذا الدعم الدولي يعكس فشل الرواية الانفصالية التي روجت لها الجزائر لعقود، خصوصاً مع إدراك المجتمع الدولي أن الحلول الواقعية تتطلب احترام وحدة الدول وسيادتها.

وشدد كنون على أن المغرب، بفضل بنيته التحتية المتطورة من موانئ ومطارات وشبكات سكك حديدية، وبفضل شراكاته الاقتصادية الاستراتيجية واتفاقياته التجارية الحرة مع دول كبرى مثل الولايات المتحدة، يمثل شريكاً موثوقاً للدول الباحثة عن الاستثمار والتنمية، ويُعد قرار بنما خطوة إضافية نحو تعزيز موقع المغرب كقوة إقليمية ودولية، ودليلاً جديداً على نهاية السردية المشروخة للانفصال، التي لم تعد تجد صدى في عالم يتحرك وفق مصالح مشتركة وتعاون اقتصادي متبادل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى