الأخبارسياسةغير مصنفمستجدات

تطاول بن كيران على النساء في عيد العمال غير مقبول هو تشويه لسمعة البلاد ويجب على كل الفعاليات أن تتصدى له

الخط :
إستمع للمقال

لا يعقل أن يأتي رئيس حكومة سابق في يوم مهم له رمزية كبيرة كعيد العمال ويهين النساء بهذا الشكل. 

فاليوم العالمي للعمال تحتفل به المرأة قبل الرجل، لأنه عنوان كبير لنضالات النساء التاريخية من أجل المساواة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، يوم نتذكر فيه التاريخ المرير الذي لم يكن للمرأة الحق في العمل المدر للدخل، حيث مرت عصور من الظلامية كانت المرأة خلالها تعمل في البيت وفي الحقل وتربي وترعى وتكنس وتخبز ولكن لم يكن لها الحق حتى في أن تكون لها استقلالية الذات ناهيك عن الالتحاق بسوق الشغل.

اليوم وفي القرن الواحد والعشرين، صارت المرأة المغربية كيانا مستقلا، أثبتت الجدارة والاستحقاق في كل المجالات وعلى جميع الأصعدة، من الحقل إلى الوزارة. المرأة المغربية مرأة عاملة ومنتجة رغم أن مشاركتها في سوق الشغل النظامي لم تصل بعد للمستوى المطلوب حيث أن معطيات تشير إلى أن 23 بالمئة من إجمالي القوة العاملة في المغرب هي نساء ولكن لا ننسى أنها تمثل أكثر من 4 ملايين نسمة في سوق الشغل، وهذا الرقم هو بحجم بلد متطور كإيرلندا الجنوبية. وبالحديث عن الدول المتطورة، العمل داخل البيت وتربية الأولاد في الدول المتقدمة يعتبر قوة عاملة ويطلق عليه في التقارير اسم “القوة العاملة لإعادة الإنتاج”. 

واليوم في عيد العمال، النساء منهم والرجال، يأتي أمين عام حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران ويقول إن نساء المغرب كلهن جالسات في البيوت والرجال تصرف، وبأن المرأة عالة على المجتمع لا محال، ويهين النساء المغربيات بطريقة مخجلة مستشهدا بحاله مع زوجته نبيلة قائلا “إذا تساويت أنا وزجتي نبيلة، لماذا سأصرف عليها؟” ويخاطب النساء الحاضرات قائلا “حتى انتوما ما تبقاوش أ لعيالات بودينة، علاه إلى تساوينا علاش غادي نبقي نصرف أنا”.

كلام مخجل من رئيس سابق للحكومة، قاله في يوم عظيم ولكن في محفل هزيل، إن هو دل على شيء فيدل فقط على أن المغاربة ملكا وشعبا ودولة ومؤسسات لم يخطئوا عندما اختاروا طريق الحداثة والتطور والانفتاح وقطعوا معه ومع حزبه في الانتخابات السابقة. 

الملك في خطاباته يدعونا للتحديث والتطوير والخلق والابتكار وينادي بالمناصفة والمساواة للمرأة، ويأتي رئيس الحكومة السابق لينادي بالعكس وبتكريس الرجعية والتحفظ والتخلف في محاولة يائسة للرجوع إلى واجهة سياسة الإخوان مستعملا الالتقاطية الدينية.

يجب أن تقوم كل الفعاليات والجمعيات التقدمية والنسائية بالتصدي لهذا التعدي السافر لأمين حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران على حقوق المرأة. 

معنى كلامه خطير جدا على سلامة هذا البلد الذي اختار القطيعة مع الرجعية والظلامية. نحن نحاول بكل جهدنا أن ندافع عن مكتسبات دستور 2011 الذي باركه جلالة الملك وأشاد بالفكر التقدمي الذي تتضمنه فصوله ويأتي عبد الإله بن كيران في خرجاته الطائشة ليحاول هدم العمل الجبار الذي قامت به مؤسسات هذا البلد داخله وخارجه ويسيء أيضا لسمعة النساء المغربيات عندما تحدث عن العلاقات الرضائية قائلا “الراجل غادي يقتل مراتو ملي غادي يلقاها كتخونو… في فرنسا 120 امرأة كتموت فالعام بسبب الخيانة الزوجية”، كأن النساء المغربيات هن اللواتي يخن أزواجهن والرجال لا وجود لهم في هذه المعادلة؟ 

يجب على الفعاليات النسائية أن ترد وبقوة على تطاول أمين عام حزب العدالة والتنمية، لأن سمعة ومستقبل البلد على المحك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى