إما بسبب التهور أو لنية في نفس يعقوب ، كاد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المعين و زعيم حزب العدالة و التنمية،أن يتسبب في أزمة دبلوماسية بين المغرب وأحد القوى الدولية التي تتحكم في مصير العالم والتي ترتبط معها المملكة بشراكة استراتيجية وتبادل مصالح .
تصريحات زعيم “البيجيدي” الأسبوع الماضي لأحد المنابر الإعلامية العربية حول دور روسيا، حليفة نظام بشار الأسد ، في الصراع الذي تشهده سورية منذ خمس سنوات ،كانت لها تداعيات سريعة وقوية، بدأت باحتجاج موسكو لدى الخارجية المغربية، التي اضطرت إلى إصدار بلاغ يوضح الموقف الرسمي للمملكة من هذا المشكل ،ويحاول تهدئة الغضب الروسي.
وفي انتظار تناسل تداعيات وردود فعل أخرى، يتوقف المتتبعون مستغربين، أمام تصرف ابن كيران، الغارق حتى أذنيه منذ 60 يوما، في محاولة فك لوغاريتم تشكيل تحالفه الحكومي، فاختار الخوض في مجال ليس من اختصاصه، وكأنه انتهى من حل جميع المشاكل التي تواجه المغاربة ولم يبق له سوى التدخل الروسي في سورية.
مرة أخرى، يسقط ابن كيران في المحظور، ويحشر أنفه في ملف شائك وحساس ، تتصارع من خلاله القوى الكبرى على مراكز النفوذ في منطقة الشرق الأوسط . والمحير بالنسبة للمرقبين، كيف سمح ابن كيران لنفسه بأن يتناول قضية تهم الشؤون الخارجية التي هي من اختصاص الملك بنص الدستور، وذلك على الرغم من كونه (أي ابن كيران) سبق له أن أقر بأن الدبلوماسية ليست من اختصاص رئيس الحكومة.
فما الدافع وراء خرجة رئيس الحكومة المعين يا ترى ..؟ وهنا يتساءل المتتبعون .. هل أراد ابن كيران أن تلتقط منه إدارة البيت الأبيض هذه الإشارة، أملا في أن تمد له يد المساعدة في محاولاته فك طلاسم تشكيل الحكومة التي طال انتظارها…؟ ، علما أن الموقف الذي عبر عنه رئيس الحكومة المعين هو ذات الموقف الذي تتبناه واشنطن من تدخل روسيا في سورية .
هناك من يعطي تفسيرا آخر لتصريحات ابن الكيران المتهورة، التي يقول فيها بصريح العبارة: افتحوا الأبواب أمام كل من يتواجد داخل مدينة حلب السورية واتركوهم يخرجون منها . لكن ، من هي الفئات المتواجدة في حلب من غير السكان، إنهم مقاتلو تنظيم “داعش” الإرهابي . بمعنى آخر ، يمكن للمرء أن يتساءل: هل ابن كيران خائف على أهالي حلب أم على العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم “داعش”..’
وهنا لا بد أن نتذكر الاتهام الذي وجهه حميد شباط ، أمين عام حزب الاستقلال، أمام البرلمان، إلى ابن كيران ، والمتعلق بارتباطه بتنظيم “داعش”. والسؤال، هل كان شباط يتوفر على معلومات معينة جعلته يطلق هذه التهمة الخطيرة..؟ الجواب طبعا ، يوجد عند شباط وابن كيران.