ثقافةسياسةمستجدات

بنكيران يناقض نفسه بخصوص تدريس الفلسفة ويدافع عن العبارات المتشددة في مقرر التربية الإسلامية

الخط :
إستمع للمقال

دخل رئيس الحكومة المكلف عبد الإله بنكيران على خط قضية احتجاجات أساتذة مادة الفلسفة بالتعليم الثانوي على مضامين مقررات للتربية الإسلامية تسيئ للفلسفة، ليدافع عن تدريس هذه الأخيرة في المغرب، ويبرز تميز المغرب فيها، وينافح عن المقررات الإسلامية التي أثارت جدلا واسعا، على الرغم من أنه لم تكد تمر سنة على تصريحات كان قد أدلى بها وعبر فيها عن “عدم حاجة المغرب للفلسفة والعلوم الإنسانية”.

وأصدر بنكيران المكلف بتشكيل الحكومة اليوم الخميس 19 يناير 2017، بلاغا تقمص فيه دور وزير التربية الوطنية، ونافح فيه عن مقررات التربية الإسلامية التي تضمنت إساءة واضحة لمادة الفلسفة في مقررات بأقسام الثانوي التأهيلي، مستغلا الفرصة للتنويه بالمغرب كونه “يتميز من بين الدول القليلة التي تعمل على تدريس الفلسفة لثلاث سنوات في التعليم الثانوي”.

وكان بنكيران قد خص في أحد لقاءاته الحزبية في شهر مارس من العام 2016، الحديث عن كل العلوم الإنسانية ومنها الفلسفة والشعر بتصريحات أنكرها عليه كثيرون حين قال بأن “مسالك الآداب والفلسفة لا تُنتج الثروة وبالتالي فالمغرب ليس بحاجة للشعراء لإنتاج القصائد”، وهي التصريحات التي وافق فيها هوى وزيره في التعليم العالي السابق لحسن الداودي الذي كان يسعى لاستغلال وجوده على رأس الوزارة لحذف مجالات العلوم الإنسانية من مسالك التعليم العالي، لاعتقاده هو الآخر بعدم نفعيتها في إنتاج الثروة.

دفاع بنكيران الأخير عن مقررات التربية الإسلامية رغم تضمنها تحقيرا واضحا لمادة الفلسفة أثار استغراب كثيرين، خصوصا من الطريقة المستميتة التي اختارها في ذلك، وإصداره لبلاغ رسمي في قضية تدخل ضمن اختصاصات وزارة التربية الوطنية التي يوجد على رأسها وزير القطاع رشيد بلمختار، مبررا إدراج تلك الفقرة في المقرر “لبيان الفكر المتشدد لصاحبها في أفق مناقشته، ولم يكن القصد منها بتاتا الإساءة إلى الفكر الفلسفي”.

وكانت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة انتقدت تضمن مقررات لمادة التربية الإسلامية لنصوص تدعو “للتعصب والجمود والتطرف“، محملة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني “المسؤولية في الدفع بالبلاد والتعليم إلى الفتنة والتطرف من خلال التأشير على كتب مدرسية متزمتة ترهن فكر ومستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة في شرنقة التطرف، وتهيؤها على طبق من ذهب لتكون لقمة سائغة للإرهابيين”.

وقد جاء ذلك على خلفية تضمن كتاب “منار التربية الإسلامية” للجدع المشترك والسنة الأولى بكالوريا”، أحد المواقف التي تقول أن “الفلسفة أس السَفة والانحلال٬ ومادة الحيرة والضلال٬ ومثار الزيغ والزندقة٬ ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين٬ ومن تلبس بها قارنه الخذلان والحرمان٬ واستحوذ عليه الشيطان”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى