مع اقتراب موسم الدخول الدراسي والجامعي لسنة 2024-2025، يزداد الضغط على وزارتي التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حيث طالب الفريق الحركي بمجلس النواب، باستدعاء كل من الوزير شكيب بنموسى والوزير عبد اللطيف ميراوي للمثول أمام البرلمان لمناقشة التحديات والأزمات التي تعصف بالمنظومة التعليمية.
الأزمة في قطاع التعليم العالي.. طلبة الطب
يواجه وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، أزمة كبيرة تتعلق باحتقان مستمر في كليات الطب والصيدلة، وهذه الأزمة التي طال أمدها، تُهدد استقرار هذه المؤسسات الأكاديمية وتضع مستقبل الطلبة على المحك، حيث يعاني طلبة الطب من ظروف صعبة تشمل نقص التجهيزات، والاكتظاظ داخل الكليات، وعدم وضوح مستقبلهم المهني، وهو ما دفعهم إلى الاحتجاج بشكل متكرر.
ورغم المحاولات المتكررة لإيجاد حلول، إلا أن الوزير ميراوي لم ينجح في تهدئة الوضع أو تقديم حلول ملموسة تخفف من حدة الاحتقان، ويعكس ذلك، فشلا واضحا في تدبير هذا القطاع الحيوي الذي يُفترض أن يكون من أولويات الحكومة.
إخفاقات بنموسى مستمرة
أما في قطاع التعليم الأساسي، فإن الوزير شكيب بنموسى يواجه هو الآخر تحديات كبيرة، كان آخرها الاحتجاجات التي قادها الأساتذة بمختلف مستوياتهم، وتُعد هذه الاحتجاجات دليلاً على عدم الرضا العام عن السياسات والإجراءات التي اتخذتها الوزارة في السنوات الأخيرة.
وتتعدد الملفات الشائكة التي فشل بنموسى في معالجتها، بدءا من المشاكل المتعلقة بالبنية التحتية للمؤسسات التعليمية، مرورا بنقص الكوادر التعليمية، وصولا إلى قضايا المناهج الدراسية التي ما تزال محل جدل واسع.
وفي ظل هذه الظروف، يشدد الفريق الحركي على أهمية مناقشة مستجدات الدخول الدراسي في جلسة برلمانية قبل بداية الموسم الدراسي وليس بعده، كما حدث في السنوات السابقة.
والهدف من هذا الطلب هو فتح نقاش جاد ومسؤول حول كيفية تأمين موسم دراسي خالٍ من الهدر الزمني، وبرؤية متجددة تتجاوز أخطاء وأعطاب السنوات الماضية.
ومن جهة أخرى، فإن فشل وزير التعليم العالي عبد اللطيف ميراوي في حل أزمة طلبة الطب والصيدلة، وفشل شكيب بنموسى في التعامل مع الاحتجاجات المتكررة للأساتذة، يكشفان عن تحديات كبيرة تواجه المنظومة التعليمية في المغرب.
ومع اقتراب موسم الدخول الدراسي والجامعي، يُصبح من الضروري أن تكون المؤسسة التشريعية في قلب النقاش حول هذه القضايا، لضمان موسم دراسي ناجح وملائم للجميع. الفشل في تحقيق ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات ويزيد من تعقيد المشهد التعليمي في البلاد.