الأخبارسياسةمستجدات

بعد صعود اليسار في الانتخابات الفرنسية.. خبير يكشف مستقبل العلاقات بين الرباط وباريس

الخط :
إستمع للمقال

شهدت الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في فرنسا الأحد الماضي، تطورات كبيرة، حيث حققت أحزاب اليسار مفاجأة كبيرة على حساب أحزاب اليمين التي تصدرت الجولة الأولى.

ووفقا لنتائج الإنتخابات النهائية التي نشرتها وزارة الداخلية الفرنسية، فقد حصل تحالف الجبهة العبية (اليسار) على 182 مقعدا في الجمعية الوطنية الفرنسية، أما المعسكر الرئاسي، تحت راية “معا”، فقد حصل على 168 مقعدا، بينما حصل التجمع الوطني (أقصى اليمين) وحلفاؤه على 143 مقعدا.

وحسب العديد من الخبراء فإن العديد من الملفات السياسية الخارجية ترخي بدورها بظلالها، على مخرجات هذه الانتخابات، خاصة الحرب في أوكرانيا، والعلاقات الفرنسية مع عدد من الدول الإفريقية، وعلى رأسها العلاقات مع المغرب.

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي، عصام العروسي، في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، إن نتائج الانتخابات الفرنسية أعلنت عن نهاية كابوس عودة شبح اليمين المتطرف، بعدما احتل المركز الأول في الدورة الأولى للانتخابات الفرنسية.

وأوضح المحلل السياسي، أن هذه الانتخابات الفرنسية في الجولة الثانية، تعبر عن الاعتدال وعودة الروح للمهاجرين، وأرجعت الثقة للعمل السياسي في فرنسا وفي الدول الكبرى التي عاشت نفس المصير على غرار بريطانيا وإسبانيا.

وأضاف المحلل، أن مستقبل العلاقات المغربية الفرنسية في ظل هذا التحالف الجديد اليساري، برئاسة حزب فرنسا الأبية، هو تأكيد على مضامين ومبادئ أساسية أولها رفض قانون الهجرة الصارم، وتشجيع المهاجرين على الانخراط في العمل السياسي، والنسيج الاقتصادي والاجتماعي، وعدم تهميش الطاقات والكفاءات المهاجرة.

وأشار المتحدث، إلى أن الحديث عن سياسة خارجية جديدة هو أمر سابق لآوانه، خصوصا وأن السياسة الخارجية ستبقى في هذه الآونة في يد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما أن هناك انتعاش لهذه العلاقات الثنائية مع المغرب في هذه المرحلة، لكن الحديث مزال مبكرا عن تصحيح المسار وعن علاقات جيدة وشراكات قوية كما كانت في السابق.

وتابع، “لا أعتقد أن الخريطة الانتخابية هي واضحة الآن، خاصة وأن كل التكتلات لم تفز بالأغلبية المطلقة، وهذا الأمر يسبب إشكالا عن الجهة التي ستحكم فرنسا في الفترة المقبلة”، مضيفا أن تحالف الجبهة الشعبية الجديدة، هو تحالف لديه مبادئ، لكن لم يتضح بعد عن الجهة التي سيتحالف معها من أجل تشكيل الأغلبية.

واعتبر الخبير السياسي، أن طبيعة تشكيل الحكومة المقبلة هي التي ستحكم على السياسة الخارجية الفرنسية، وعن كيفية رسم الصورة المستقبلية للعلاقات مع المغرب.

وأكد عصام العروسي، أن فرنسا تعيش الآن مخاضا حقيقيا، لأن هناك صعوبات لتشكيل الحكومة في ظل عدم فوز التكتلات بالأغلبية، حيث أن المستقبل لا زال غير واضحا.

وأردف الخبير السياسي، أن سياسة ماكرون ستستمر على مجموعة من المحاور السياسية، لكن طبيعة التحالفات هي التي ستبين مدى الدور الذي ستقوم به فرنسا في إطار علاقاتها مع المغرب وفي إطار علاقتها مع المحاور الإقليمية، مشيرا إلى أن الغموض سيد الموقف إلى حدود هذه اللحظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى