توقف المتتبعون باستغراب أمام ما تضمنه بلاغ للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، اليوم الأحد، من أنها “أعطت الضوء الأخضر” لعبد الاله ابن كيران كي يبدأ جولة جديدة من المشاورات من أجل تشكيل الحكومة الجديدة.
وجاء في البلاغ أن الأمانة العامة خلال اجتماعها أمس السبت، “شجعت، رئيس الحكومة على الدخول في جولة جديدة من المشاورات لاستطلاع استعداد الهيئات الحزبية المعنية، ومواقفها النهائية من المشاركة في الحكومة”.
بلاغ الأمانة العامة لحزب المصباح جاء عقب التنبيه الملكي الذي أبلغه المستشاران الملكيان المنوني والقباج، لابن كيران ، وتضمن حرص الملك على تشكيل الحكومة الجديدة في “أقرب الآجال”.
ومبعث الاستغراب، هو كيف يعقل منطقيا وسياسيا ، بعد التنبيه الملكي، الذي جاء معبرا عن القلق الذي يشعر به ملك البلاد جراء التأخير غير المبرر في تشكيل الحكومة، أن ينتظر ابن كيران “الضوء الأخضر” و “التشجيع” من الأمانة العامة لحزبه لكي يباشر مشاورات تشكيل هذه الحكومة؟. مع العلم أن الملك ، في ضوء نتائج انتخابات 7 أكتوبر ، سبق له أن كلف ابن كيران بهذه المهمة، ومر حتى الآن على هذا التكليف أكثر من شهرين ونصف، وما زال المغاربة ينتظرون ولادة هذه الحكومة ، في وقت توجد المصالح الحيوية للبلاد ومؤسسات الدولة في حالة جمود وانتظار بسبب الفراغ الحكومي؟
ابن كيران لم يلتقط الإشارات القوية التي تضمنها الخطاب الملكي لسادس نوفمبر بشأن المعايير التي يجب أن تشكل على أساسها الحكومة، حتى تكون قادرة على معالجة ما ينتظر المغرب من ملفات وقضايا حارقة في الداخل والخارج، وبقي يراوغ ذات اليمين وذات الشمال، إلى أن جاء التحذير الملكي المباشر، هذه المرة قويا وواضحا، من خلال إبلاغه رسميا بواسطة مستشارين ملكيين حرص عاهل البلاد على تشكيل الحكومة الجديدة في أقرب الآجال.
فكيف يعقل والحالة هاته، أن تأتي الأمانة العامة لحزب المصباح وتعلن في بلاغ رسمي، جاء بمثابة رد على التنبيه الملكي ، لتعطي الضوء الأخضر لابن كيران الذي كلفه رئيس الدولة بمهمة دستورية، هي، تشكيل الحكومة، من أجل مباشرة المشاورات مع الفرقاء السياسيين ..؟
إنه بكل بساطة ضرب من العبث يمارسه ابن كيران وقيادة “البيجيدي”، في وقت تواجه البلاد تحديات خطيرة على المستويين الداخلي والخارجي تتطلب التحلي بحد أدنى من المسؤولية ومراعاة المصلحة العليا للبلاد.