بسبب ثنائي الجنس والمال..شبح الإقالة يطوق ترامب: إليكم التفاصيل الكاملة للقصة
يعيش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسوء أيامه في البيت الأبيض، بعد تراكم فضائحه المالية والقانونية بشكل مهول، في ظرف أقل من أسبوع. الرئيس الجمهوري بات إذن يتحسس رقبته ويشعر للمرة الأولى بأنه قريب من مغادرة منصبه، بعد تطوع الجميع للشهادة ضده، بما فيهم أقرب مقربيه. تضييق الخناق على ترامب دفعه لإطلاق تصريح غريب، خلال المقابلة التي أجرتها معه شبكة “فوكس نيوز” اليمينية، حيث قال إن “الاقتصاد الأمريكي سينهار في حال عزله، وسيصبح الجميع فقراء جدا”.
اندلاع الحريق
اندلعت النيران داخل محيط ترامب ويبدو أنها تتجه نحوه رويدا رويدا، بعد تورط اثنين من المقربين إليه في جرائم وضعتهما أمام القضاء. المحقق الخاص روبرت مولر، كشف عن فضيحين يوم الثلاثاء الماضي :
الأولى : اعتراف محامي ترامب الخاص، مايكل كوهن، بارتكاب انتهاكات تتعلق بتمويل حملته الانتخابية، ودفع مبلغ 150 ألف دولار لامرأتين أقامتا علاقة جنسية مع موكله، من أجل شراء صمتهما. يتعلق الأمر بممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز، وعارضة مجلة “بلاي بوي”، كارين ماكدوغان.
الثانية : إدانة محكمة بولاية فرجينيا لبول مانفورت، الرئيس السابق للحملة الانتخابية لترامب، بتهم تتعلق بالاحتيال الضريبي والمصرفي، والتورط في 12 قضية على الأقل.
اعترافات مستشاري ترامب أزمت وضع الرئيس الأمريكي، وسادت قناعة في البيت الأبيض بأن هذه “أول مرة تبلغ فيها الأمور هذا السوء”، حسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”. ويبدو أن مساعدي ترامب لا يتوفرون على خطة واضحة لتجاوز الأزمة، إذ كررت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، سارة هاكابي ساندرز عبارة “الرئيس لم يرتكب خطأ” عدة مرات خلال لقاءاتها الصحفية الأخيرة.
تضييق الخناق على الرئيس
قرر الادعاء العام الأمريكي منح الحصانة لمسؤولين اعلاميين، من أجل الادلاء بشهادتهما حول تورط ترامب في شراء صمت امرأتين تدعيان إقامة علاقة جنسية معه. وحسب تقارير إعلامية أمريكية، فقد منح المدعي العام الحصانة لمسؤولين في صحيفة “ناشيونال إنكواير” المشهورة بقصص الفضائح، هما ديلان هوارد و ديفيد بيكر، الصديق القديم لترامب.
وبإمكان ديلان وديفيد تقديم أدلة للمحكمة تفيد أن ترامب كان على علم بعملية دفع الأموال للمرأتين، رغم أنهما كانا متورطان في العملية بشكل ما، حسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، إلا أنهما لن يواجها اتهامات جنائية بهذا الخصوص.
وما يزيد من تضييق الخناق على دونالد ترامب، فوز الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي لمجلسي الشيوخ والنواب، ما سيعطيهم القدرة على “الانتقام” من الرئيس وبدء إجراءات عزله، حال ظهور أدلة دامغة تورطه.
الهجوم أفضل وسيلة للدفاع
هاجم الرئيس الأمريكي وزيره في العدل، جيف سيشنز، بعد قيام الأخير بانتقاده. ونشر ترامب سلسلة تغريدات على تويتر، استعمل فيها عبارات مقتطفة من بيان لوزير العدل، اعتبر أنه “يتضمن هجوما مبطنا على الرئيس”.
وكان وزير العدل قد أصدر بيانا يوم الخميس قال فيه : “طالما أشغل منصب وزير العدل، لن تتأثر الوزارة بالاعتبارات السياسية، أطالب بأعلى المعايير وحين لا تتوافر، أتحرك”.
وأثار الصدام بين الرجلين تكهنات بإمكانية عزل جيف سيشنز من على رأس وزارته، لكن نواب جمهوريين أعلنوا أنهم لن يصادقوا على تعيين وزير جديد في حال إقالة سشينز. وصرح السيناتور بن ساسي إن “طرد وزير العدل سيكون فكرة سيئة للغاية لأنه ليس أداة سياسية”.
وفي سياق آخر، هدد ترامب، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، بأن عزله من منصبه سيتسبب في “انهيار الأسواق المالية في العالم بأسره”، مضيفا أن “الجميع سيصبحون فقراء”. وحسب محللين اقتصاديين، فإن تصريح ترامب نابع من الأداء الاقتصاي الجيد الذي طبع فترة حكمه، حيث انخفضت معدلات البطالة بمقدار النصف، من 8 إلى 4 بالمئة.