أنجز الصحفي والضابط سابقا في صفوف الجيش الجزائري، أنور مالك، تحقيقا مفصلا بالصحراء المغربية تحت عنوان “نهاية البوليساريو”، وقف فيه على المسار التنموي الكبير الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، وتفنيد رواية البوليساريو الانفصالية كون مدينة العيون والداخلة عبارة عن مدن تحتكم للسلطة الأمنية والعسكرية.
يبدأ الصحفي أنور مالك تحقيقه من عاصمة الصحراء المغربية مدينة العيون، حيث تسود مظاهر البهجة والفرح بفوز المغرب بتنظيم مونديال 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال، ومظاهر الاحتفال هاته تعبير واضح من ساكنة حاضرة الصحراء بتشبث أهلها بالمغرب وبالعرش العلوي المجيد.
وتوقف الصحفي عند تصريحات مسيرين للشأن المحلي، الذين عبروا عن تسييرهم بكل حرية للشؤون المحلية، وعمق اهتمامهم بالعنصر البشري، حيث يتم تدبير ميزانيات تمنحها الدولة، 88 في المائة منها موجهة بالدرجة الأولى إلى المواطنين والشق الاجتماعي مباشرة.
وأوضح المسؤولون بالمنطقة أن هناك إصلاحات كبرى يقودها الملك محمد السادس، في كل المجالات، سياسيا واجتماعيا وثقافيا وحقوقيا، وهذا الأخير الذي عرف إصلاحات كبيرة جدا.
الصحراء المغربية.. نحو التنمية
وفي هذا السياق، قال الصحفي أنور مالك إن الشعب بالعيون صار لا يؤمن إلا بمغربية الصحراء، وبعد ما يقارب نصف قرن، لم يبقَ من أطروحة الانفصال أي شيء يُذكر في الداخلة ووادي الذهب”.
وقام مالك بزيارات ميدانية في الصحراء المغربية للوقوف عن كثب على الواقع الحقيقي غير المزيف بمدينة العيون، وقال “طالما وصفها النظام الجزائري ومعه البوليساريو بنعوت مختلفة وطالما صدرت بيانات من هنا وهناك تتحدث عن حصار يُقال إن القوات الأمنية المغربية تضربه على المدينة وسكانها، بل إن الحديث متواصل منذ سنوات طويلة عن ما يقال إنها انتهاك للحقوق والحريات”.
وقال “لا يكمن أن تكون هناك تنمية في مدينة غير آمنة وغير مستقرة أو في مكان لا أمن فيه، هذه هي النظرية الثابتة على مر العصور، وعلى مر الأزمنة تُقدم العيون البراهين التي تدحض أطروحات جنرالات الجزائر بواقعها الحقيقي، فمظاهر التنمية واضحة وتعانق عنان السماء”.
وتابع ضمن تعليقه على التحقيق الحديث عن مدينة المهن والكفاءات التي “تعتبر عبارة عن بنية متعددة الوظائف والقطاعات تندرج في إطار دينامية مشتركة تعمل على توفير تكوين مبتكر يلائم المنظومة الاقتصادية الجهوية، وتوفر هذه المدينة لجهة العيون الساقية الحمراء عرضا تكوينا متنوعا يرتكز على شعب تكوينية ذات قدرة تشغيلية عالية”.
محطات الرحلة
ووقف الصحفي في زيارة له إلى مدينة السمارة على مشاريع تنموية كبرى، والتي من شأنها أن تحول المنطقة إلى آفاق واعدة، وقال “عندما تسافر في الصحراء المغربية، ستقف على مشاهد كثيرة تعبر عن مدى اهتمام الدولة المغربية بهذه الأقاليم التي يجري السباق مع الزمن لتحويلها إلى مدن متقدمة تتواجد فيها كل المشاريع والمرافق التي يحتاجها المواطن المغربي، في أقصى نقطة في هذه الصحراء الشاسعة”.
وصل مالك إلى المحبس التي وصفها بأن “لها وضع خاص، فقد عاشت الاستعمار الإسباني الذي جعلها تعاني حيث لا تتوفر على ضروريات الحياة، ثم بعد التحرير عاشت مرحلة الحرب مع البوليساريو، وبالرغم من كل ذلك فقد وجدناها بدورها منطقة تعيش على وقع المشاريع المفتوحة من أجل اللحاق بالمدن الأخرى”.
وتحدث الصحفي عن إجماع سكان المحبس أنهم قرروا مصيرهم في دولتهم المغربية التي لا يرضون سواها، معبرين على أنهم من أهل المغرب وليس لهم وطن ثانٍ ويريدون التنمية والاستقرار.
أين البوليساريو؟
طرح الصحفي السؤال، وبحث عن وجود الجبهة الانفصالية، ولم يجد لها أثرا، سوى نعالهم المترامية عقب عملية معبر الكركرات.
وقال “من يدخل الصحراء المغربية لا يجد أي أثر لأطروحات البوليساريو ووجودها بين السكان، أو ما يدل على الاحتلال أو تقرير المصير أو غير ذلك مما نسمعه في الإعلام الجزائري العسكري”.
وتساءل الصحفي عن “إعلان إبراهيم غالي لإلغاء وقف إطلاق النار في نونبر 2020 وتوالت بيانات البوليساريو التي تُعد بالمئات عن عمليات عسكرية تستهدف بعض المناطق التي تصفها بالمحتلة، وهذا السؤال يتمثل في أين الحرب؟”.