باحث: الاحتفال بـ”رأس السنة الأمازيغية” ظاهرة ثقافية تعبر عن تعزيز الهوية الرمزية للثقافة الأمازيغية
تحتفل الشعوب الأمازيغية في الـ14 من شهر يناير، برأس السنة الأمازيغية، حيث تحمل هذه الاحتفالات طابعا خاصا، إذ تجمع بين الطقوس التقليدية والرمزية الثقافية التي تعكس ارتباط الإنسان الأمازيغي بأرضه وتراثه وتاريخه، كما تسهم في تعزيز الهوية الثقافية وترسيخها في عصر تتزايد فيه التحديات التي تواجه الخصوصيات الثقافية، وذلك في الوقت الذي تثير فيه بعض الدراسات تساؤلات حول التأصيل الكرونولوجي لهذه المناسبة.
وفي هذا السياق، قال الباحث في الثقافة الأمازيغية محمد وحدو، في تصريحه لموقع “برلمان.كوم”، إن هناك تعددا من حيث المرجعيات والأقلام البحثية التي تختلف حول التأصيل الكرونولوجي للاحتفال برأس السنة الأمازيغية، مشيرا إلى أنه حسب الروايات، تروم على أن هذا الاحتفال له أصول مختلفة؛ إذ يرجع إلى تجديد صلة المجتمع الأمازيغي بالأرض والماء، أي أنّ رأس السنة الأمازيغية، مرتبط أساسا بالسنة الفلاحية، حيث يكمن دورها في تجديد العلاقة الرابطة بين الإنسان الأمازيغي والأرض والماء وما ينتجانه من مزروعات وفواكه وغيرها.
وفيما يخص، طقوس رأس السنة الأمازيغية قال وحدو، إنه من المعلوم جدا أن طقوس رأس السنة الأمازيغية، تختلف من منطقة أمازيغية لأخرى، غير أن أغلب الأسر الأمازيغية بمختلف فئاتها الاجتماعية، تقوم بإعداد أطباق من الكسكس بسبعة أنواع من الخضر.
وأضاف الباحث في الثقافة الأمازيغية في تتمة تصريحه “لبرلمان.كوم”، أنه من التقاليد في رأس السنة الأمازيغية عند بعض القبائل، يتم إعادة هيكلة وتشكيل مجلس القبيلة المكون أساسا من نظام “أَمْغَارْ”، والأمر ينطبق أيضا على المجلس المخصص للنساء المكون من نظام” تمغارت”.
وأردف ذات المصدر، فيما يتعلق بالبعد الاجتماعي والثقافي لطقس “رأس السنة الأمازيغية”، أن هذا الاحتفال يمارس بطريقة جماعية، تمرر فيه مجموع من الرسائل والقيم الثقافية، كقيمة “تويزي” التي تعني التعاون والتآزر والتآخي إلى غير ذلك من القيم التي تعبر عن الهوية الثقافية للشعوب الأمازيغية.
وختم الباحث في الثقافة الأمازيغية تصريحه، معتبرا أن الاحتفال بـ”رأس السنة الأمازيغية”، هو؛ “ظاهرة ثقافية”، تعبر عن هذا الحدث، يمارس في شكل رقصات وأشعار أهازيج، تعبر عن تعزيز الهوية الرمزية للثقافة الأمازيغية.