الأخباربيئة وعلوممستجدات

الوضعية المائية مُقلقة بالمغرب وخبراء لـ”برلمان.كوم”: الزراعات البورية تضررت بشكل أكبر لارتباطها بالتساقطات المطرية

الخط :
إستمع للمقال

النقص الحاد في التساقطات المطرية، وتراجع حقينة السدود بالمملكة المغربية، هي أبرز العناوين التي تطبعُ المرحلة الحالية، ويُفاقمان من الشعور بالقلق إزاء مستقبل الوضعية المائية والفلاحية بالمغرب.

وسجلت عدة سدود بالمملكة تراجعا كبير في نسبة الملء، حيث تعتبر ارتفاع درجات الحرارة من المشاكل الأولى التي ساهمت في دخول البلاد إلى هذا الوضع المُحرج، وهو ما تسبب في ارتفاع معدل التبخر، وبالتالي إهدار كمية كبيرة من المياه في السدود، كما أكد، من جانبه، وزير التجهيز والماء نزار بركة أن نسبة تبخر مياه السدود في المملكة المغربية بلغت مليونا وست مائة متر مكعب في اليوم.

وفي هذا الصدد، صرح تاج الدين الرحماني، الباحث في مجال الجغرافيا البيئية، أن الوضعية المائية الحالية بالمغرب، جد مقلقة وتتطلب تظافر جهود كل الفاعلين، من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص المستثمر في المجال الفلاحي والصناعي لمواجهة وضعية الإجهاد المائي الذي تعرفه بلادنا.

وأضاف الخبير البيئي في تصريح خص به موقع “برلمان.كوم” أن هذا الإجهاد، بالخصوص “له تأثير مباشر على الزراعات المسقية؛ التي باتت تضغط بشكل كبير على الموارد المائية، بسبب الاعتماد على السقي في أغلب فصول السنة، بسبب توالي سنوات الجفاف وآثار التغيرات المناخية، بعدما كان السقي في السابق يقتصر على فصل الصيف”.

وبالنسبة للزراعات البورية، أوضح الرحماني أنها تضررت بشكل أكبر نظرا لارتباطها بالتساقطات المطرية، التي عرفت تراجعا كبيرا نتيجة تأثر المغرب بالتغيرات المناخية، وهذا سيطرح إشكالية توفير الأمن الغذائي، خصوصا إذا علمنا أن قطاع المواشي سيتضرر بشكل مباشر نتيجة شح وتضرر الزراعات العلفية.

ولمواجهة هذا الوضع؛ يقترح تاج الدين الرحماني حلولا؛ إذ يجب على الدولة زيادة الإنفاق في البحث العلمي خاصة المتعلق بالمجال الفلاحي والاستفادة من مياه البحر في سقى الفواكه والخضر.

وأشار إلى أنه يجب على الدولة أن تشّرع ضريبة المياه للحد من الإجهاد المائي خاصة على المنتجات الفلاحية المستهلكة للمياه (خصوصا الأفوكادو والبطيخ الأحمر…).

كما اقترح الخبير في الجغرافيا البيئية إعداد خرائط الاستثمار وتحديد المناطق التي تتوفر على وفرة في المياه، للاستثمار فيها وتقنين الاستثمار الفلاحي في مناطق شح المياه.

ومن جهته، قال مصطفى بنرامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، وخبير في المجال البيئي والمناخي، إن الوضع مقلق فيما يخص تراجع معدل ملء السدود في المملكة المغربية، والتساقطات المطرية، خصوصا في فصل الخريف، والتي كانت بأقل نسبة منذ حوالي 100 سنة، حيث لم تتجاوز 21 ملمترا في المعدل.

وأضاف ذات المتحدث في تصريح لموقع “برلمان.كوم” أن هذه النسبة من التساقطات المطرية التي تم تسجيلها هذه السنة، لن تخدم الزراعة المغربية، وكذلك الموسم الفلاحي، وخصوصا الزراعة البورية لهذه السنة، في حين الزراعة المسقية، وهي التي يُعول عليها من أجل تغطية الخصاص.

وقال الخبير البيئي إن “هذه الزراعة، ونتيجة لنقص الموارد المائية، سواء الباطنية للسقي، وكذلك موجة البرودة الشديدة التي عرفها المغرب من شأنها أن تؤثر على المحصول الزراعي بشكل كبير”.

وأكد بنرامل في حديثه للموقع أن هذه السنة ستكون مضطربة نوعا ما بالرغم من المحاصيل الزراعية التي ستكون مهمة في بعض المناطق في الغرب واللوكوس وبعض المناطق الساحلية، إلا أنها ستعرف بعضا من الاضطراب نتيجة المتغيرات المناخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى