الأخبارفن

الوجه الآخر لـ«شاكيرا مبارك»: ارتدت الحجاب ورقصت على أغاني أم كلثوم

الخط :
إستمع للمقال

اسمها لا تخطئه أذن، هي من أشهر مطربات العالم، تألقت في بلاد مولدها، كولومبيا، لتعبر بموهبتها العالية إلى «أرض الأحلام» وتصعد سريعًا إلى عرش النجومية، إنها شاكيرا، التي أسرت القلوب بصوتها ورقصها وأدائها على المسرح وأمام الكاميرات، خفيفة الدم والحركة، ابنة الرجل ذو الأصول اللبنانية ويليام مبارك، والذي يبدو أن حبه لجذوره العربية استطاع توريثه لابنته منذ صغرها، ليكبر معها ويصبح عشقًا في قلبها، ويبقى بداخلها تلك الطفلة التي وقفت يومًا على المسرح ترقص على الموسيقى الشرقية وتغني بالعربية لابنة بلدها الأم فيروز «اعطني الناي وغني».

18 شتنبر عام 1988، تصعد على المسرح طفلة صغيرة في الحادية عشر من عمرها، تبدو واثقة من نفسها بشدة، تعلو وجهها ابتسامة، بشعرها الأسود الداكن ترتدي فوقه قبعة، فيما تزينت ببنطال أبيض وتي شيرت وردي اللون، سرعان ما كانت ستغيرهم جميعًا لتبدو بمظهر مختلف، مظهر يعود أصله لبلاد لم تولد فيها لكن دمائها تحمل جيناتها، تؤدي أغنية تنال استحسان الجمهور ثم تنزل من على المسرح لتدخل غرفة ملابس تغير فيها ملابسها لتعود على المسرح بملابس تشبه بدلة الرقص الشرقي.

ها هي تقف تتراقص وتحرك وسطها، الذي كان المستقبل يحمل له الكثير من الشهرة لاحقًا، على أنغام الموسيقى العربية، قبل أن ترفع الميكروفون في يدها وتبدأ في الغناء بلغة ربما لا يفهمها معظم الحاضرين، «اعطني الناي وغني فالغنا سر الوجود»، كانت تغني بلغة أجدادها، أغنية لابنة بلدها هناك على ساحل المتوسط وسط جبال عالية، كانت تغني للصوت الخالد فيروز.

سنوات مضت، أصبحت اليوم نجمة لامعة، لكن نجومية الغرب لم تنتزع ما بداخلها من حب لموسيقى الشرق وفنونه، فها هي تقف مجددًا على المسرح في دبي تنشد نفس الأنشودة، أمامها آلاف البشر، لم تعد الطفلة التي كانت عليها قبل 19 عامًا، أصبحت اليوم تبدو امرأة ناضجة، لكن الطفلة لم تغادرها أبدًا كما يبدو.. «اعطني الناي وغني فالغنا سر الوجود»

مسرح أخر تعتليه، وليلة أخرى ستشعلها بموهبتها، لكن قبل الغناء يحلو الرقص، ليس رقصها المعتاد الذي ستقدمه اليوم للجمهور، ربما أدرك شخص ما عربي من الحضور يومها ما كان ليأتي في فقرة ما قبل الأغنية الإسبانية فموسيقى محمد عبدالوهاب لأغنية «أنت عمري» لأم كلثوم لا تخطئها أذن عربي، أما شاكيرا نفسها فتركت وسطها يتمايل بخفة ورشاقة ليرى الجميع مجددًا كيف نضجت موهبة الفتاة الصغيرة في جسد امرأة.

«مرحبًا الرباط»، بضعة سنوات أخرى ولا تزال الفتاة العربية بداخلها، تحيي شعب المغرب بلغتهم، تشعل حماستهم بكلماتها العربية البسيطة، قبل أن تبدأ حفلها. كلمة عادتها أكثر من مرة في أكثر من مناسبة لتؤكد أنها لا تزال تحتفظ ولو برباط بسيط بينها وبين «أرض والدها»، كما أطلقت على لبنان حين زارتها.
شهور أخرى تمضي ولا يتغير شيء، العام 2014، تقف على أرض مصر الكنانة وبجانب الأهرامات الباقية منذ آلاف السنوات، ترتدي حجابًا وتغني مجددًا الأنشودة التي تربطها بعرقها العربي الذي لا يفارقها، أنشودة ربما دائمًا ما تذكر الجميع بأصلها، بلاد والدها التي يسري في عروقها دماءها، ها هي مجددًا تعود لتغني بعد 26 عامًا.. «اعطني الناي وغني فالغنى سر الوجود»

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى