الأخبارمجتمعمستجدات

النفار أو “المسحراتي” مهنة رمضانية تقاوم زحف التكنولوجيا الحديثة

الخط :
إستمع للمقال

ارتبطت الكثير من المهن في المغرب بشهر رمضان المبارك الذي يوليه المغاربة أهمية خاصة، ومن أهم هذه المهن مهنة إيقاظ الناس للسحور وهي مهنة قديمة يسميها المشارقة “المسحراتي” ويسميها أهل المغرب “النفار”، وتستمد هذه المهنة أهميتها من الدين الإسلامي الذي حث على السحور.

وبدأت هذه العادة مع أمر النبي الكريم مؤذنه بلال رباح بإيقاظ الناس للسحور بالأذان، فكان أذان بلال بمثابة إشعار بحلول موعد السحور، بينما كان أذان ابن أم مكتوم معلنا عن دخول وقت الصلاة خلال شهر رمضان المعظم، ثم تطورت أساليب الإعلان عن وقت السحور، الذي يعتقد المسلمون أنه وقت مبارك، فكان القرع المباشر على الأبواب ثم استخدام الطبل ثم المزمار.

وقد عرفت أحياء المدن القديمة بالمغرب نوعين مميزين من أنواع الإعلان عن دخول وقت السحور “قرع الطبل” واستعمال المزمار “النفار”، حيث يعمد مستخدم هاتين الأداتين إلى الطواف أكثر من مرة على الدروب والأحياء التي تدخل في منطقة عمله، وتسند ذات المهمة لشخص آخر في الأحياء المجاورة إلى أن تتم تغطية كل أحياء المدينة.

وعلى الرغم من تأثر هذه المهنة بالتطور التكنولوجي الحديث من منبهات وهواتف، إلا أنها لازالت محافظة على هذا الثرات في بعض المدن والقرى، على سبيل المثال لا الحصر المدينة العتيقة بفاس ومراكش وتطوان…

ومن المهم أن نشير في هذا السياق إلى أن هذه المهنة كانت ولا تزال أشبه بالعمل التطوعي لكن عامة المغاربة ينظرون إلى أصحابها بشيء من التبجيل والاحترام، لأنها تعينهم على أداء واجب ديني مقدس، فتراهم لذلك يقدمون الهدايا في ليلة القدر لأصحابها، ويخصصون لهم مبالغ مالية في ليلة العيد، كما يعمد البعض لتخصيص زكاة الفطر لأصحاب هذه المهنة، وقد جرت العادة ألا يحدد أصحاب هذه المهنة أي مقابل نظير الجهد الذي يبذلونه طيلة الشهر الفضيل، كما أن العرف يقتضي أن يساعدهم عامة الناس كل حسب قدرته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى