الأخبارغير مصنفمجتمعمستجدات

المعطي منجب يَصدَح عَاليا.. حتى أنت يا فؤاد عبد المومني

الخط :
إستمع للمقال

حتى أنت يا فؤاد عبد المومني!

هكذا لَهَج لسان حال المعطي منجب في سِرِّه ونَجْواه.

فلم تَعُد الخيانة الأشهر تَقتصِر على القيصر يوليوس عندما قال عبارته الشهيرة لرفيق دربه “حتى أنت يا بروتوس؟”

فالمعطي منجب شَعر بدوره بالغدر وطَعنة في الظهر، وهو يَسمع فؤاد عبد المومني يُثني على “مخافر فايف ستارز (خمس نجوم)” بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية !

بل إن المعطي منجب دخل في حالة من النَحيب والإحباط، بعدما شاهد سَرديته تَتهاوى وتَتداعى على مَذبح الصديق والرفيق فؤاد عبد المومني.

فلطالما تحدث صديقنا “المؤرخ” عن مَزاعم الشرطة السياسية داخل جِلباب الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.

وأسَّس رَصيده النِضالي على ادعاءات السياسة في مَخفر شارع إبراهيم الروداني بالدار البيضاء.

وكان يُمنّي النفس أن يُعضّد سَرديته ويَدعمها صديق دَربه فؤاد عبد المومني.

بل كان يَتطلَّع أن يَخرج هذا الأخير من الحراسة النظرية ليَتحدَّث عن ضباط في السياسة يُحرِّرون المحاضر، وعن عمداء متحزبون يَستجوِبون المشتبه فيهم.

لكن لا شيء من كل هذا حدث! فقد خَرج الرفيق فؤاد بعد المومني يُشيد بمخافر خمس نجوم، وعن نظافة المرافق، وغياب التعذيب، وانتفاء المعاملات المهينة أو الحاطة من الكرامة.

وإحباط المعطي منجب مَشروع ومَنطقي! فالرجل بنى شخصيته النضالية على “البوليس السياسي”، ولم يَكن يَنتظِر تَقوِيض هذه السردية من طرف الرفيق والصديق والقريب.

فالمعطي منجب تَحدَّث مع نفسه بلغة المثل الشعبي القائل “جيت نعاونوا في حفر قرب بّاه، هرب لي بالفأس”.

فقد كان يُناضل ظاهريا من أجل إطلاق سراح فؤاد عبد المومني، ورابط أمام المحكمة يلتمس في قَرارَة نفسه الاعتقال، ليَتسنَّى له الاتجار غير المشروع في قضية فؤاد عبد المومني.

لكن النيابة العامة عاملته بنقيض قَصده، وأطلَقت سراح فؤاد عبد المومني.

والأفجَع من كل ذلك، أن عبد المومني خرج يَشكُر تَعامل الشرطة القضائية، ولم يَتحدَّث عن البوليس السياسي.

وأشاد بمخافر مُتطورة، وتغذية رائعة، ودماثة أخلاق الضباط والعمداء، وهو في الحقيقة إنما يَشكُر الواقف وراء كل ذلك.

ومن يَقف وراء كل هذا التطور! إنه شخص واحد وهو عبد اللطيف حموشي الذي حَلحَل بَنيات الشرطة وجعل مَخافرها تَستهوي حتى قَلب فؤاد عبد المومني.

وهذه الإحالة المتعدية القَصد هي التي سَددَّت سِهام الغَدر للمعطي منجب، ولمحمد زيان في خُلوته السجنية، ولمحمد حاجب في إعارته الألمانية، وزكرياء مومني في مَنفاه الطَوعي.

فكل هؤلاء كانوا يُهاجِمون الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، ويُسدِلون عليها بهارات السياسة، قبل أن يَشهد شاهد من أهلهم، ويَدحَض كل مزاعمهم الكاذبة.

فالفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الحقيقة هي جِهاز لإنفاذ القانون، تَخضَع للسلطات القضائية وليس للأحزاب السياسية.

وهي تُرحِب بكل من اقترف جريمة أو خالف القانون. وكل من طَرَق بابها سيَجد أمامه ضباط وعمداء شرطة مُحنكون، من أبناء هذا الوطن، لا يَعرفون بديلا عن القانون سوى القانون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى