كل من يراقب تحركات إلياس العماري، المفضل لتسمية نفسه بـ”ابن خديجة” في نكران مضمر لدور الوالد، يتساءل اليوم بلا شك عن كيف يعقل لمن فشل في تحقيق الحد الأدنى من التوازن في العمل السياسي الرزين، أن يرمي بنفسه في فضاءات الحديث الأكاديمي الموسوم بالفلسفي، ليجعل لنفسه منبرا ورقيا يعتليه بين الفينة والأخرى ليشرح للناس أنه منقذهم من التخلخل الفكري.
ففي كل مرة يحاول كثيرون أن يعزفوا عن إلقاء الردود في وجه هذا “الإلياس” وخرجاته الهزيلة، والذي تكفلت به وبترهاته الأزمات السياسية الداخلية لحزبه الهجين، حيث يجدون أنفسهم في موقع الضرورة للتعليق خصوصا على المقالات المثقوبة التي كان يكتبها سابقا على شكل تدوينات مفككة، أو في مقالات موزعة على من ينفق عليهم، قبل أن يقرر مؤخرا اعتبارها كأحد نشاطاته بصفته أمينا عاما عائدا بشكل ذليل لقيادة حزب “البام”، وهي المقالات التي كان آخرها سطور قفز بها بعيدا حتى وصل بلاد “لينوشيد” على ما يبدو.
المقال المذكور، الذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك فرضية اقتناء إلياس للمقالات تحت الطلب من كتاب أكاديميين ببضعة دراهم، ونسبها لنفسه وصورته والتباهي بها كما لو كان آخر فلاسفة 2018، تضمنت من الأخطاء وعدم معقوليتها كمقال له -ولو على الأقل بضرورة أن يظهر علينا إلياس يوما ليحدثنا بما يكتب أمام الملأ دون استخدام سماعة خفية ربما- يندى له الجبين، كقوله، “استطاعت جمهورية الهند اليوم بعد مرور سبعة قرون على رحيل المهاتما غاندي..!”، دون أن يخبرنا “الإلياس” عن هذه السبعة قرون هل قبل الميلاد أم بعده أم قرون ثور هائج من “البام”.
الخطأ الفضيع لسطور مقال إلياس والتي تنبه لها صباح اليوم ليقرر تعديلها، تعيد لتؤكد للجميع أن هذا “الإلياس” أصبح عالة حقيقية على المشهد العمومي، بعدما كان عبئا فقط على المنتمين للحزب الأزرق، ما بين الفشل السياسي للأول والخلل التنظيري للأخير، فهل يستطيع أحد اليوم أن يوقف هذا العبث لشخص منح سلطة الظهور بين ليلة وضحاها فصار يعتقد في نفسه زعيما ثوريا للحاضر والمستقبل.