حراس أمن “غلاظ شداد” منتشرون في كل الأماكن، شبكات طويلة من السياجات الحديدية، منع ولوج الصحفيين، مراقبة دقيقة للهواتف والكاميرات الخاصة، هذه هي الأجواء التي طبعت انطلاق أشغال المؤتمر العاشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مساء اليوم الجمعة 19 ماي الجاري، بمركب مولاي رشيد للشباب والطفولة بمدينة بوزنيقة.
المؤتمر عرف بخلاف كل التوقعات حضور جميع أفراد مجموعة ما عرف بـ”العشرة الغاضبين” داخل المكتب السياسي للحزب، والذين هددوا سابقا بمقاطعة أشغال مؤتمر الحزب، بعد تنديدهم بما كانوا يصفونه بـ”التسيير المنفرد للكاتب الأول ادريس لشكر للحزب”.
مصادر خاصة من داخل أشغال المؤتمر قالت لـ”برلمان.كوم”، أن السبب وراء فرض كل هذه الإجراءات الأمنية المشددة في الجلسة الأولى للمؤتمر العاشر، هو الخوف من أي اقتحام من طرف المناوئين لادريس لشكر الذي استطاع فرض نفسه كمترشح وحيد لمنصب الكتابة الأولى للحزب للفترة المقبلة من تسيير الحزب.
ادريس لشكر والذي بعث في كلمته الافتتاحية للجلسة الأولى للمؤتمر رسائل مشفرة لخصومه السياسيين، قال فيها إن “الواقع الذي وجد فيه الحزب نفسه قسرا، وكأن الحزب مجرد جسم متطفل على البرلمان”.
مصادر قالت أيضا إن لشكر أمر عددا من عضوات وأعضاء المكتب السياسي برصد تحركات “العشرة الغاضبين” منه، بعدما توصل بتقارير داخل المؤتمر تفيد بأنهم يتواصلون مع المؤتمرين تحضيرا لمفاجأة بالجلسة الافتتاحية يوم غد السبت، وهي الجلسة التي أجلت لثاني أيام المؤتمر لأول مرة في تاريخ الحزب، دون الكشف عن أسباب هذا التأجيل.
في جانب آخر أظهرت صور ملتقطة من داخل المؤتمر، تقسيما تم اعتماده لكراسي المؤتمرين، على حسب جهات ومدن المملكة، حيث خصصت المقدمة للمؤيدين لادريس لشكر، فيما تم تأخير المناوئين له للصفوف الأخيرة.