الأخبارخارج الحدودمستجدات

الصحراء المغربية تصيب حفيظ دراجي بالهذيان.. بوق العسكر يهاجم ترامب بلغة الجنرالات

الخط :
إستمع للمقال

نشر حفيظ دراجي، المعلق الرياضي الجزائري بقنوات “بي إن سبورت” القطرية، والمقرّب من دوائر النظام العسكري الجزائري، تغريدة حملت هجوماً مباشراً على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خروج إعلامي بدا واضحاً أن خلفيته لا علاقة لها بالاقتصاد أو السياسة الأمريكية، بل ترتبط بشكل وثيق بالتقدم الذي تحققه المملكة المغربية في ملف الصحراء، والدعم المتزايد الذي يحظى به مقترح الحكم الذاتي، خاصة في ظل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وإعطائه لأوامره بإنهاء هذا النزاع المفتعل الذي طال أمده كثيرا.

ولم يكن حفيظ دراجي، المعلّق الرياضي الذي تحوّل بقدرة قادر إلى مناضل افتراضي في قضايا لا يفهم فيها سوى ما يلقّن له في دهاليز المخابرات الجزائرية، ليفوّت فرصة الركوب على موجة القرارات الأمريكية بخصوص قضية الصحراء المغربية، حيث خرج هذا “البوق” المأجور لنظام شنقريحة وتبون، بتغريدة هستيرية، يتوعد فيها دونالد ترامب بالهلاك الاقتصادي واللعنات السماوية، فقط لأن واشنطن في عهده، قرّرت أن تنهي عبثية نزاع مفتعل عمر طويلاً.

والحقيقة التي لا يمكن لعاقل أن يغفل عنها، هي أن ما أخرج دراجي عن طوره ليس دونالد ترامب في حد ذاته، ولا قراراته الاقتصادية أو الجمركية، بل “الصحراء المغربية” التي تقض مضجع جنرالات الجزائر، فتغريدته الغاضبة ليست سوى رد فعل هستيري على الموقف الأمريكي الثابت، الذي أكد أن لا حل لهذا النزاع المفتعل سوى في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

لقد استفز دراجي أن تصل قضية الصحراء إلى مرحلة النهاية، وأن تتحوّل “جبهة الوهم” إلى عبء سياسي ومالي على النظام العسكري، فراح يصب جام غضبه على ترامب الذي يواصل دعم ويجسد اعترافه بمغربية الصحراء على أرض الواقع.

فحفيظ دراجي، الذي كان في الأمس القريب مطلوب الرأس في زمن بوتفليقة، ونُعت بأقبح الأوصاف من طرف أزلام السلطة ذاتها التي صار اليوم يسبّح بحمدها، يبدو أنه قرّر أن يُضيف اسمه إلى لائحة “محللي الشأن الدولي” على منصة “إكس”. فبأي علم يتحدث عن 8 تريليونات دولار؟ وبأي وقاحة يقحم “الصحراء المغربية” ضمن ما سمّاه لعنة غزة واليمن؟ هل اختلطت عليه مهنة التعليق الرياضي بمهمة تدوين بلاغات وزارة الدفاع الجزائرية؟

وفي النهاية، ليس غريباً على شخص وجد نفسه مرفوضاً من إعلام بلاده، ثم احتضنته قناة قطرية بحثاً عن النجاة، أن يتحوّل إلى بوق مأجور يتقن الصراخ أكثر مما يفهم السياسة، أما تهديداته لترامب، فلا تعدو أن تكون محاولة يائسة لإثبات الولاء لحكام المرادية الذين لا يثقون حتى في ظلالهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى